المغرب

البروفيسور الغالي أحرشاو.. السيكولوجيا في قلب جائحة كوفيد 19

playstore

طرح الكاتب المغربي والبروفيسور في علم النفس المعرفي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، السيد الغالي أحرشاو، في مقالته العلمية الأصيلة، الموسومة ب: “العلوم والعلماء في عهد جائحة كوفيد 19الصادرة في العدد 28 من مجلة بصائر نفسانية، وهو العدد المخصص لجائحة كوفيد في جزئه الأول، والتي سبق نشرها على جريدة هسبريس الإلكترونية على مرحلتين، كما تم نشرها كذلك على موقع الشبكة العربية للعلوم النفسية بتونس. وذلك في إطار المواكبة العلمية التي يوليها الكاتب لتداعيات جائحة كوفيد 19 وطنيا، إقليميا، ودوليا، نشر مقالة أصيلة حول الجائحة، من منظور سيكولوجي وعلمي رصين، وهي عبارة عن مقالة تلقي على عاتقها مهمة مسائلة العلوم، عن مدى تفاعلها مع الجائحة، وعن مدى انخراط العلماء وتدخلهم على مختلف المستويات، كل من مجال تخصصه وزاوية اشتغاله، من خلال استحضاره لجملة من الوقائع والحقائق من الواقع المعيش في زمن الجائحة. حيث أكد على أن الإجراءات الاحترازية والخطوات الاستباقية التي اتخذها المغرب، لمواجهة تفشي وباء كورونا، جنب البلاد الأسوأ، فإغلاق الحدود البحرية والجوية والبرية، وتقويض حركية المواطنين، رغم قساوتها، أبطأ تفشي الوباء. ومن جهة أخرى، يرى الكاتب أن هذا الوباء كشف عن عمق قيم المغاربة في التضامن والتآزر الاجتماعي، وانخراط كل الشرائح الاجتماعية إيجابا في مواجهة هذا الوباء، والتقليل من آثاره وانعكاساته. ويقدم صاحب المقالة مثالا على ذلك، من خلال عرضه لمختلف التدخلات التي قام بها السيكولوجيون المغاربة، فوسط هذه الأزمة، تجند هؤلاء السيكولوجيين لخدمة الوطن والمواطنين، عبر تقديم مختلف أشكال الدعم والاستشارة النفسية، وكذا المواكبة والمتابعة النفسية لمن يطلبها. ولعلي شاهد على هذا الأمر، من خلال انخراطي في خلية الدعم النفسي عن بعد، والتي احدثتها شعبة علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، حيث يتلقى أعضاء الخلية كل يوم سيلا من المكالمات الهاتفية، من المواطنين ممن يعانون من اضطرابات انفعالية سببتها جائحة كوفيد 19، وعلى هذا الأساس يؤكد البروفيسور أحرشاو أن علم النفس في المغرب اليوم، نزل من برجه العاجي، وخرج من أسوار الجامعات إلى معترك الميدان، حيث لم يعد ترفا فكريا ولا معرفة نظرية، تقدم للطلاب داخل المدرجات، وإنما صار مثله في ذلك مثل الطب والهندسة، له جانبه التطبيقي والميداني، يسدي من خلاله خدمات جليلة للمواطنين، خدمات هم في أمس الحاجة إليها، للتخفيف من هول الصدمة، ولتيسير تكيفهم مع شروط الحياة الجديدة التي فرضها منطق الحجر الصحي في البلاد، ومن تم يستمد علم النفس قيمته ومكانته في المجتمع المغربي. ولعل في تأسيس مثل هذه الخلايا في المغرب، قطع للطريق أمام المرتزقة والدجالين، ممن ينتعشون في مثل هذه الأزمات، ويستنزفون جيوب المغاربة، بدعوى اختصاصهم في علم النفس، وفهمهم لطبيعة النفس البشرية، وادعاءاتهم الباطلة بقدرتهم على فهم مختلف الاضطرابات النفسية والعقلية، ومقدرتهم على التشخيص والتتبع والتدخل العلاجي، إذ يبدو أنهم اندحروا ودخلوا حجورهم في صمت. إلا أن مهنة السيكولوجي في المغرب كما شخصها البروفيسور أحرشاو، تتخبط في جملة من المشاكل، وتواجه الكثير من العقبات، ومن تم تحتاج إلى التقنين، حتى تتضح حقوق وواجبات السيكولوجي حسب صاحب المقالة دائما. وفي الأخير، ومن خلاله تحليله السيكولوجي لتداعيات كوفيد 19 على الفرد والمجتمع، وكذا من خلال إبرازه لدور العلم والعلماء في مواجهة الجائحة، يخلص البروفيسور أحرشاو إلى ضرورة إيجاد لقاح مضاد للوباء، حتى يمكن الحديث عن عودة الحياة إلى طبيعتها، وإلى ذلك الحين، يبقى الحل الوحيد والأنجع هو الحجر الصحي. غير أن إيجاد لقاح من هذا النوع، يحتاج إلى تطوير البحث العلمي في مجال الطب، ودعم جهود الابتكار، وذلك لن يتأتى إلا من خلال إشاعة قيم العقل والعلم، والتضامن والتعاون بين مختلف شعوب العالم، بما يعود عليها بالنفع.

sefroupress
playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا