خلف الإعصار “كالمايجي”، الذي اجتاح الفلبين منذ الأربعاء الماضي، مشهداً مأساوياً يسلط الضوء على هشاشة المجتمعات الساحلية أمام الكوارث الطبيعية. فقد أعلنت السلطات الفلبينية، السبت، وفاة 204 أشخاص نتيجة الرياح العاتية والفيضانات، فيما لا يزال 109 آخرون في عداد المفقودين، وسط أضرار لحقت بما يقارب 2.9 مليون شخص.
المجلس الوطني الفلبيني للحد من مخاطر الكوارث وإدارتها أكد أن الإعصار المعروف أيضاً باسم “تينو” أوقع خسائر بشرية كبيرة، مما دفع الرئيس فرديناند ماركوس جونيور لإعلان “حالة كارثة وطنية”، بهدف توسيع نطاق الاستجابة الحكومية وتسريع توزيع مساعدات الطوارئ للمتضررين.
قبل وصول “كالمايجي”، قامت السلطات بإجلاء عشرات آلاف السكان إلى مناطق آمنة وحذرت الصيادين من الإبحار، ما يعكس تعلم الفلبين من تجاربها السابقة مع الأعاصير المدمرة، مثل إعصار “هايان” عام 2013 الذي أودى بحياة 7 آلاف و300 شخص.
وتشير هذه الكارثة إلى تحديات متواصلة تواجه الفلبين في إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية، خصوصاً مع التغيرات المناخية التي تزيد من شدة الأعاصير وتكرارها. كما تعكس الحاجة الماسة لتعزيز البنية التحتية، وتحسين نظم الإنذار المبكر، وتكثيف برامج الوقاية المجتمعية لتقليل الخسائر البشرية والمادية مستقبلاً.
