تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك، محمد السادس، نصره الله افتتحت يوم أمس فعاليات دورة سنة 2024 لمهرجان حب الملوك التي تصادف الذكرى المئوية والمنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجلس الجماعي لمدينة صفرو والذي حضي منذ سنة 2012 باعتراف منظمة اليونيسكو، حيث صنف تراثا غير ماديا للإنسانية على القائمة التمثيلية للمنظمة.
وانطلق الحفل بافتتاح فضاء المعارض والذي يضم المعرض الجهوي للنشر والكتاب ومعرض إنتاج وتحويل فاكهة الكرز إضافة لمعرض الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وبالساحة الكبرى لباب المقام تم تتويج ملكة جمال حب الملوك على أنغام عرض فني للفرقة الموسيقية للبحرية الملكية وعروض للطائرات المسيرة التي أدهلت الجماهير الصفريوية وهي تتابع لوحات تاريخية للمدينة وأخرى وطنية ترسم في ظلام السماء.
وبالمناسبة أكدت السيدة سميرة المليزي الكاتبة العامة لقطاع الثقافة في كلمة باسم السيد الوزير أن استمرارية المهرجان بهذا الزخم طيلة السنين الماضية راجعة بالأساس إلى الاحتضان المتبادل بين الطبيعة و الإنسان ، و هي صورة مثالية ما أحوجنا إليها اليوم في ظل ما يهدد العلاقة بين الإثنين من اضطراب.
و أكدت الماليزي أن كل هذا قد تحقق بالدرجة الأولى بفضل الرعاية السامية المتواصلة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ، و بفضل عنايته حفظه الله بما تزخر به بلادنا من معطيات حضارية يقع التراث الثقافي المادي منه و اللامادي في صلبها، و عبرت عن ارتياحها للتعاون الوثيق بين السلطات المحلية و المنتخبين في المدينة مع مصالح الوزارة ، و هو التعاون الذي مكن من دمج مهرجان حب الملوك ضمن شبكة التظاهرات الثقافية التراثية التي تنظمها وزارة الشباب و الثقافة و التواصل سنويا حرصا منا جميعا على جعل مهرجانات التراث و الفنون قاطرة لمفهوم تنموي جديد قوامه الاستدامة و الدمقرطة و تكافؤ الفرص ، مع إعادة إنتاج موروثنا الثقافي وفق المعايير الدولية.
وواصلت ذات المسؤولة كلمتها حيث أكدت أننا جميعا مدينون و بإعجاب كبير لمدينة صفرو و لفاكهتها العجيبة فاكهة الكرز التي استطاعت أن تشكل عبر عقود طويلة محورا لنقل ثقافي و فني و اقتصادي و دبلوماسي تخطى إشعاعه الآفاق، و مؤكدة أنه الإبداع في أجمل صورة ذلك الذي أطلقه حب الملوك ، و تلقته عبقرية أهل صفرو ليسفر هذا التآلف الإبداعي عن منظومة تنموية ترتكز على أنشطة المدينة و إنجازاتها ، مع اختيار ملكة جمال الكرز و هو العمق الذي استوفى معايير اليونسكو ليصبح هذا المهرجان و ما يحيل إليه واحدا من عناصر التراث الثقافي غير المادي للإنسانية جمعاء بكل استحقاق و جدارة .
وأشارت اللجنة المنظمة التي تلا رئيس المجلس الجماعي لصفرو كلمة بالنيابة عنها إلى كون هذه الدورة هي الثامنة بعد تصنيف المهرجان كتراث لا مادي للإنسانية في لوائح منظمة اليونيسكو. مؤكدة أن هذا التصنيف شكل دعما للمهرجان كما شكل رافعة لقطاع السياحة بالمدينة المتميزة بتاريخها القديم و رصيدها الثقافي المادي و اللامادي، معبرة عن يقينها أن هذه الدورة المئوية لمهرجان حب الملوك ستحقق نجاحا متميزا مثل سابقاتها لتكون في مستوى العناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله
و في تصريح لجريدة صفروبريس أكدت المتوجة بملكة حب الملوك هذه السنة بشرى أباجة الساكنة بمدينة صفرو و المنحدرة من مدينة تاهلة ، قبيلة بني وراين كما تقول بفخر ، و هي خريجة المعهد الوطني للآثار و التراث بمدينة الرباط ، بشهادة الماستر ، عبرت عن شعورها بالفخر لاختيارها كملكة حب الملوك للمهرجان في دورته المائة ، و الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، بشراكة مع وزارة الشباب و الثقافة . و توجهت بالشكر إلى كل المنظمين الذين شاركوا في تنظيم المهرجان الذي كان رائعا.
و اعتبرت المتوجة أن فرحتها ستكتمل مع تجسيد مشروعها الذي شاركت به في المنافسة على لقب ملكة حب الملوك ، و المتمثل في إحداث متحف للمدينة و الذي سيكون بمثابة مزار سياحي ثقافي تربوي و تعليمي مهمته التعريف بتاريخ مدينة صفرو و تراثها و رصيدها المادي و اللامادي و تثمينه و الحفاظ عليه . و عبرت عن أملها في تحقيق هذا المشروع الذي يعتبر حلمها بالنظر لتكوينها في المعهد الوطني للآثار و التراث، و توجهت في الأخير بالشكر لعائلتها الكبيرة على الدعم الذي حظيت به من طرفها و خاصة والدها و والدتها معبرة عن حبها الكبير لهما و اهدتهما التتويج الذي حظيت به.
جدير بالذكر أن مراسيم افتتاح وتتويج ملكة جمال حب الملوك حضرها على الخصوص الكاتبة العام لقطاع الثقافة والسيد الكاتب العام لعمالة صفرو ورئيس قسم الشؤون الداخلية ومختلف رؤساء المصالح الخارجية وعدة شخصيات مدنية وعسكرية وقضائية.