
لم تكن الإعاقة حاجزا أمام طموح سيدة مغربية بالغة من العمر 39 عاما، والتي فقدت ساقيها في حادث سير وهي في سن الرابعة. رغم قسوة الإعاقة وظروف الحياة الصعبة، آثرت أن تركب أمواج المجهول باحثة عن فرصة لحياة أكثر كرامة، لها ولوالديها.
انطلقت من المغرب على متن قارب مطاطي صغير يحمل 39 مهاجرا آخر، في رحلة محفوفة بالمخاطر استغرقت ثلاثة أيام في عرض البحر. لم تمنعها إعاقتها من مجابهة الأمواج، رغم أنها كانت تترك كرسيها المتحرك وراءها أحيانا، وتحمل حلمها الكبير بأن تصل إلى الضفة الأخرى حيث ترى مستقبلا أفضل.
واجهت صعوبات الرحلة بابتسامة وأمل، مدعومة بتضامن رفاقها في القارب، بينهم تسع نساء من شمال إفريقيا. وبمجرد وصولها إلى جزيرة لاثاروت الإسبانية، استقبلها متطوعو الصليب الأحمر بكرسي متحرك جديد، لتذرف دموع الفرح وهي تدرك أن خطوتها الأولى نحو حياة جديدة قد بدأت.
اختارت هذه السيدة المخاطرة بحياتها لأن واقعها في الوطن لم يوفر لها الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم. وفي نظرها، كان البحر بكل مخاطره أقل قسوة من البقاء في دائرة الإقصاء والفقر وانعدام الفرص.
قصة تلخص معاناة الكثيرين ممن تدفعهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية إلى ركوب قوارب الهجرة غير النظامية، في رحلة محفوفة بالموت، لكنها محملة بالأمل.




