بقلم سهيل أمسمير نائب رئيس جمعية منتدى الممتخبين السياسيين بإقليم صفرو
شهدت الساحة السياسية بإقليم صفرو تطورات مثيرة للجدل، حيث طفت إلى السطح أزمة داخل جمعية منتدى المنتخبين السياسيين بسبب ما وصفه عدد من الأعضاء بـ”التسيير الانفرادي” لرئيس الجمعية، الذي استغل اسمها في تحركات سياسية دون الرجوع إلى المكتب المسير. هذا الوضع دفع بالمستشار سهيل أمسمير، المعروف بمواقفه الحازمة وتدخلاته الحاسمة، إلى الدعوة لاجتماع عاجل لأعضاء المكتب من أجل مناقشة إمكانية إقالة الرئيس وإعادة ضبط مسار الجمعية وفق مبادئ الديمقراطية الداخلية والشفافية في التسيير.
يُجمع العديد من أعضاء الجمعية على أن الرئيس الحالي تجاوز صلاحياته، حيث قام باتخاذ قرارات سياسية واستراتيجية باسم الجمعية دون استشارة المكتب المسير، وهو ما يتنافى مع مبادئ العمل الجماعي وروح الديمقراطية التشاركية التي تأسست عليها الجمعية. هذا السلوك أثار استياءً واسعًا، خاصة أن الجمعية تضم منتخبين من توجهات سياسية مختلفة، وكان يفترض أن تظل منصة حوار وتعاون، لا أداة لخدمة أجندة شخصية.
لم يكن غريبًا أن يكون سهيل أمسمير في قلب هذه المعركة، فالرجل يُعرف بقدرته على اتخاذ المواقف الصعبة في الأوقات الحرجة. بادر إلى دعوة أعضاء المكتب لعقد اجتماع طارئ لمساءلة الرئيس وإعادة الأمور إلى نصابها، وهي خطوة حظيت بتأييد واسع داخل الجمعية.
يبدو أن الجمعية أمام مفترق طرق حاسم: إما أن يتم تصحيح مسارها عبر تعزيز آليات التسيير الديمقراطي واحترام قرارات المكتب المسير، أو أن تتحول إلى ساحة للصراعات الداخلية التي ستؤثر سلبًا على دورها الأساسي كفضاء يجمع المنتخبين لخدمة المصلحة العامة.
يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الجمعية من تجاوز هذه الأزمة والخروج أقوى وأكثر استقلالية، أم أن التدخلات الخارجية ستنجح في إبقائها رهينة الحسابات السياسية الضيقة؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.
