فوجئ الأساتذة و كافة العاملين بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس بعد عودتهم من عطلة نهاية الأسدس الأول بإقدام مدير المدرسة المنتهية ولايته على تصرف شنيع و مريع يتمثل في جريمة بيئية بامتياز في حق أشجار معمرة و التي تم غرسها منذ 34 سنة إبان تشييد المؤسسة حيث كانت تحيط بسور المؤسسة من الداخل حتى أصبحت طويلة وارفة الظلال. كما أصبحت تمثل ملاذا للمرتفقين للاحتماء بظلها من حر الصيف و حماية لبنايات المدرسة من الرياح في فصل الشتاء. ناهيك عن كونها تشكل قيمة مضافة للمؤسسة من الناحية الجمالية ، وفي نفس الوقت سدا منيعا يحول دون اقتحام الغرباء لها.
فقد أقدم هذا الأخير دون وجه حق على ارتكاب مجزرة في حق هذه الأشجار باجتثاث كم هائل منها.
إن هذا السلوك الأرعن يعد مخالفة صريحة للنصوص القانونية المنظمة لهذا المجال و لمقتضيات الظهير الشريف الصادر بتاريخ 10 أكتوبر 1917 و ضربا واضحا للسياسة البيئية للمملكة و التزاماتها الدولية بهذا الخصوص.
كما يعتبر هذا التصرف حلقة في سلسلة من الحلقات التي تنم عن سوء التدبير وانعدام الرؤية لدى هذا المسؤول التي طالما نبهنا إليها في نقابتنا.
وعليه فإننا ندين بأشد العبارات هذه الجريمة البيئية ضد الطبيعة والإنسان مع تحميل المدير المنتهية ولايته كامل المسؤولية عن هذا التصرف البشع . وعليه فإن الأمل معقود على الضمائر الحية و الجهات المسؤولة بفتح تحقيق حول هذه الجريمة التي تتنافى مع القوانين الجاري بها العمل ومع الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب ناهيك عن انحرافها عن السياسة العامة في ميدان الثروة النباتية .
كما نطالب الجهات المسؤولة بفتح تحقيق حول مآل الأشجار التي تم اجتثاثها والتي تم التصرف فيها دون احترام المساطر الجاري بها العمل .
