غلاء الأسعار.. سوسة ثقبت جيوب المغاربة

أمينة اوسعيد
عيد الأضحى. العطلة الصيفية. الدخول المدرسي. كلها أحداث متعاقبة تعيشها جل الأسر المغربية وتشكل هما ثقيلا يرزح فوق صدر كل رب أسرة يحاول جاهدا توفير ما تحتاجه أسرته الصغيرة في ضل الأوضاع الصعبة الراهنة، التي أصبح يعاني من تأثيرها الجميع. موجة غلاء لاسعة ضربت بقوة جيوب المغاربة شملت معظم المواد الغذائية الأساسية ثم انتقلت تدريجيا لتمتد إلى باقي المواد حيث أصبح المواطن يستيقظ كل صباح على وقع زيادة جديدة والأسباب تعزى إلى مخلفات كورونا والحرب في أوكرانيا. أشياء لا دخل للمواطن فيها لا من قريب ولا من بعيد لكنه يتحمل تبعاتها. سلسلة من الزيادات مترابطة بعضها يفضي إلى البعض الآخر.
أصبحت الأسعار سوسة تثقب جيب المواطن المغربي دون رحمة وحولت حياته إلى كابوس حقيقي استعصت معه الحلول ونزفت الأجور القارة وغير القارة وما إن تفتح باب الحوار مع أحدهم في موضوع غلاء الأسعار حتى تنساب دموع شكواه غزيرة. بل هناك من يعزم على عدم اقتناء أضحية العيد هذه السنة والبقاء في البيت طول مدة العطلة الصيفية ليذخر بذلك ثمن الكتب المدرسية لأبنائه ومصاريف التسجيل بالمدرسة. وهناك من عمل بفتوى الشيخ تحت ذريعة الضرورة وراح يقترض من البنك ليتمكن من شراء خروف لا قرون له لكن ثمنه “ينطح”.
لا ندري ماذا تخبئه الأيام القليلة القادمة. ربما تطال الزيادات مواد أخرى لا علاقة لها بالاحداث الكبرى التي يعيشها العالم.. وستنخر سوسة الغلاء جيوب المغاربة أكثر وسترخي نتائج الأزمة ظلالها على حياة المواطن.