استحسن الرأي العام الشبابي والجمعوي بمدينة المنزل عملية التسييج التي عرفتها دار الشباب ابن خلدون بالمنزل، مؤخرا. حيث تبثت شبابيك حديدية بالنوافذ وتمت تعلية بعض الأجزاء من الجدران المحيطة وإعادة صباغتها، بغرض حماية الممتلكات العمومية الموجودة بداخلها، من أجهزة ووثائق. وتفاديا كذلك لجعل الفضاءات المجاورة للدار مرتعا للمتسكعين وبيئة خصبة لتراكم الأزبال والقاذورات.
وجاءت هذه العملية التي تأخرت شيئا ما، تجاوبا لوزارة الشباب والرياضة مع سؤال كتابي وجهه النائب إدريس مسكين للوزير المعني، (نسخة رفقته)، يثير فيه انتباه الوزارة إلى ضرورة تسييج المؤسسة حماية لممتلكاتها ضد السرقة والاعتداء.
وقد جاء في جواب الوزير أن دار الشباب ابن خلدون بالمنزل، بنيت من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وسلمت للقطاع المعني دون سياجات، مما تسبب في سرقة أحد الحواسيب، وحماية لهذه الدار عملت الوزارة على برمجتها ضمن صفقة لإصلاح بعض دور الشباب بإقليم صفرو يضيف جواب الوزير.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدار لعبت دورا مهما في تطوير الحركة الجمعوية والثقافية خلال الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي. لكن اليوم وللأسف أضحت عبارة عن دار بدون مبادرات وعلى رأسها تأسيس مجلس دار الشباب كقوة اقتراحية في إطار مقاربة تشاركية، تتلقى بداخله الكوادر الجمعوية الشابة المبادئ الأساسية للتخطيط الاستراتيجي وإدارة التفاوض والتواصل… .
وفي اتصال مع أحد الجمعويين القدامى بالمنزل، فضل عدم ذكره اسمه، قال متأسفا، أن ما وصلت إليه هذه المعلمة الثقافية والتي بنيت خلال السبعينات من القرن الماضي، ليدعو للقلق، حيث تحولت إلى بناية بدون روح، إذ تغيب المبادرات التأطيرية، كخلق النوادي الثقافية والرياضية وهي من اختصاص إدارة الدار: نادي الكتاب والقراءة، نادي الشطرنج، نادي المسرح….كما حمل المتحدث سبب ضمور الدار إلى تشتت وضعف الحركة الجمعوية وتخليها عن دورها التأطيري للأطفال والشباب.
وأضاف المتحدث أن انغلاق المؤسسات التعليمية على نفسها وقيامها بأنشطة الوقت الثالث بداخل مؤسساتها، وتركيز الجماعة الترابية على تطوير البنى التحتية دون الاستثمار في العنصر البشري، كأحد اختصاصتها، من خلال دعم الحركة الثقافية يشكلان كابحا لقيام هذه الدار بدورها التأطيري؛ فهي حسب القانون مؤسسة أفقية في خدمة باقي المؤسسات وتتميز بكونها فضاءا مفتوحا، يؤكد المتحدث.
ودعا المتحدث الجمعيات المحلية وجميع المؤسسات إلى تظافر الجهود خدمة للساكنة المحلية، والبحث عن موارد مالية إضافية من مانحين خارج دائرة المنزل لتطوير الحركة الثقافية، والعمل على تطوير روح العمل التطوعي لدى الأجيال الصاعدة.