المغرب

حميد لحمر أستاذ بكلية الآداب سايس فاس يكتب : “سـياسـة الأمـن الثـلاثـية”

playstore

بسم الله الرحمن الرحـيم

                                  و صلى الله على سيدنا و نبينا محـمد و على آله و صحـبه أجمعـيـن                         

sefroupress

       إن سـياسـة الأمـن الثـلاثـية : الوقائية ، والصـحـية ، والاجـتماعـية الـتي ينعـم به مغــربـنا اليـوم – في هـذا الظـرف –  هـذه السياسـة الـتي رسـم خـطـتـها و خـارطـتـها أمـيـر المـؤمنيـن جـلالة الملك محمد السادس  نصره الله و أيـده ،  كاحـتـرازات أمنيـة استراتيجـيه و إجـراءات وقـائيـة مبكرة استـبـاقـيـة، لتـدبـيـر المرحـلة الوبـائيـة ، للـوصـول بأمته نحـو بـر الأمـان ، قـد أصبحـت محـل تـنويـه و إشـادة و تـقـديـر، مـن قـبـل مجـموعـة مـن الـدول الشـقـيـقـة و الصـديـقـة ،وفي تعـليـقات مجموعـة من خـبراء الموضوع و غيرهـم ،  فـقـد أحكـم  جـلالة الملك كـيـف يستجـيب و يتـصدى للنازلـة وبسرعـة ،وكـان وراءه رجـال السلـطة  عموما،و رجـال التربية و التكويـن، و هـيـئة الأطـبـاء ، و كلهم كـان في مسـتوى انتـظارات المغـاربة  .

 وهـذه كلها تعـكس حـرص جـلالـتـه،  الحـفـاظ عـلى صحـة و سـلامـة و استـقـرار رعـيـتـه ، وفـاء بعـهـد البـيـعـة الـتي بـيـنـه و بـيـنهـا، وهـو فهـم و قـراءة ورؤيـة بعــيـنـي عـقـلـه للتوجـيهـات الربانية ، و الهـدي النبوي ، فـقـد جـعـل- نصره الله –  من الطـاعات القـرآنية الثـلاث  الواردة  فـي قـوله تعـالـى :

يا أيها الـذيـن آمـنوا أطـيـعـوا الله، وأطـيـعـوا الرسول ، و أولي الأمـر منكـم” سورة النساء /59  خـطـة ومنهـجا  و استراتيجـية في تـدبـير المرحـلة ، وشـعـارا  ترجمه إلـى واقـع  .

1:  فالخـطوة الأولى، طـاعــة الله  تعـالى ، استوعـب فـيها قوله سبحانـه :” ولا تلـقـوا بأيـديـكم إلى التهـلكـة ” سـورة البقرة/ 195.

فـكانت الاستجابة الواسعة لحمـلات التـحسـيـس الوقـائيـة ، الـداعـية إلى أخـذ الحيطة و الحـذر، للحـفاظ عـلى الـنـفـس البشرية أولا ، حـماية لها من التهـلكة ، و قـد سخـرت فـيـها وسائـل إعـلامية متعـددة منها : الإعـلام المـرئي و المقـروء و المسمـوع  و الحملات التحسيسية المباشرة مع السكان ، في الشوارع و الدروب ، و الأزقـة و الأسواق ، بالحـواضر و البـوادي .  

2: أما الثـانيـة : فـطـاعــة الـرسـول  صلى الله عـلـيه و سلـم ،بالأخـذ  بحـديــثه صلى الله عليه و سلم :” لَيسَ مِـنْ رَجُـلٍ يَقَعُ الطَّاعُـونُ، فَيَمْكُـث فِي بَيتِهِ صَابِـرًا مُحْتَسِبًا ، يَعْـلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُه إلَّا مَا كَتـَبَ اللهُ لَهُ؛ إلِّا كَانَ لَهُ مِـثْلُ أَجْـرِ الشَّهِـيدِ

” و حـديـثإذَا سـمِعْـتـُمْ الطَّـاعُـونَ بِـأَرْضٍ، فـَلاَ تَـدْخـُلُـوهَـا، وَإذَا وقَـعَ بِـأَرْضٍ، وَأَنْـتـُمْ فِـيهَا، فَـلاَ تَخْـرُجُـوا مِـنْهَا:”.

فـكان هـذا الهـدي النبوي الآمـر بالمكـوث بالبـيـوت ، أو الإقـامة و الانتظـار  حـيـث أدرك المواطـن الـوبـاء ، وهـو المسمى ب :”الحـجـر الصـحـي” هـديا ربانيا ، نبـه إليـه الـرسول صلى الله عـليه و سلم مـنذ خـمسة عـشر قـرنا.

3: ثـالـث هـذه الثـلاثـية الأمنية : طـاعـة أولـي الأمـر، وهــذه تكـون بالاستجـابة لأوامـر أمـيـر المؤمنـيـن ، راعـي شــؤون أمـته و رعــيـتـه عـمـوما ، و مـن طاعـته :كانت الاستـجـابة و الترحـيب لمقـترح إحـداث صندوق تدبيـر جـائحة فـيروز كورونا المستجـد ، الـذي أمر به جـلالتـه، لأجـل التـضامن الاجـتـماعي ، و المساهـمة في إغـناءه ، كـل حسب جـهـده و استعـداده و إمكاناته .

 كـما كـانت بامـتـثال تنبـيـهات و إرشـادات خـدامـه –عموما- ، الساهـريـن عـلى مـتـابـعـة أمـن  و سـلامـة العــبـاد و الـبـلاد .

فكـانت نتـيجـة مـن أحـكم الحجـر الصحي بقـواعـده الأساسية ، ومكـث مرابـطا في بـيـته ، صابـرا محـتـسـبا ،مشـتغـلا بما يفـيـده ، أو مساهـما في التأطـيـر و التعـبئة ببـيـتـه،  قـد حـصـن نفـسـه  ، ووقـى غـيـره ،و أفـاد و استـفـاد ، و استـجـمع الأوامـر و الطاعـات  القـرآنـيـة الـثـلاث ، فـهـو   :

أولا : محـافـظ عـلى نـفـسه وقـايـة مـن الـتهـلـكـة ، مستـجـيـب لأمـر ربـه  .

ثانيا :  حـصل لـه أجـر الشهـيـد و إن لـم يـمـت ، كـما بشـره بـه النبي صلى الله عليه و سلم  .

ثالثا: هـو مطـيـع لأوامـر و توجـيـهــات و تعـليـمات و لـي أمـره  .

 وهـو فـي الأخـيـر، مـن تحـقـقـت فـيه المـواطـنـة الصادقـة المتـفاعـلة  ، الممثل  للشخـصيـة المغـربيـة النموذجـيـة المنـدمـجـة فـي عـمليـة حـماية  الـبـلاد والعـبـاد،السالكـة سـبل النجـاة مـن المزالـــق و الهـلاك .

و كل مـن خـرج من بـيـته ، بـلا  ضـرورة ملحـة ، هـو عـاص لأمر ربه و رسولـه وولي أمـره ، متجـاوز لحـدوده ، ظـالم لنفسه ومعـتـد على غـيـره   آثـم بفـعـله ،

فـقـوا – مواطنينا الكرام – أنـفسـكم وأهـليكم و مجـتـمعـكم  عـدوى فـيـروز كـورونا ، استـجـابة لـنـداء ربكـم و رسولكـم وولـي أمـركـم   . و الحـمد لله الـذي بفـضله و نعـمته تتـم الصالحـات.            

playstore

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تحية طيبة لأستاذنا الدكتور سيدي حميد لحمر على هذا المقال التوجيهي، والغيرة الصادقة على الوطن وشعبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا