المغرب

بن عبد الله يستنجد بمقاطعي الانتخابات: قلب الطاولة أم قلب الكراسي

نبيل بن عبد الله خرج على الناس بخطاب ناري، يدعو فيه المقاطعين للانتخابات إلى مساعدته على “قلب الطاولة على تجار الانتخابات”. كلام جميل، يرفع المعنويات ويشعل القاعة، لكن المشكلة أن المغاربة سمعوا مثل هذه “المقطوعات” أكثر من عدد المرات التي سمعوا فيها نشرة الطقس.

والسؤال البسيط الذي يطرحه أي مواطن: إذا قلبتم الطاولة، ماذا بعد؟ هل ستبقى الطاولة مقلوبة إلى الأبد أم ستعودون لترتيب الكراسي نفسها حولها؟ وهل سيصل الدور فعلا إلى شركات أخنوش، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد “طبلة انتخابية” لإثارة الضجيج؟

الطاولة التي يتحدث عنها السياسيون ليست مجرد أثاث خشبي، بل هي المائدة التي وُضع فوقها كل شيء: الوعود، الشعارات، المصالح، وحتى الكراسي المريحة. وقلبها يعني أن ينكشف كل ما تحتها، وهذا ما لا يرغب كثيرون في رؤيته.

المواطن البسيط يعرف أن قلب الطاولة لا يكفي. لأن نفس الوجوه قد تعود وتجلس من جديد، وربما تحمل معها أواني جديدة لتزيين المشهد. والنتيجة: نفس المسرحية تتكرر مع تغيير بسيط في الديكور.

أما “تجار الانتخابات” الذين يتحدث عنهم نبيل، فهم ليسوا أشباحا. إنهم معروفون في الأحياء، في القرى، وفي المدن. لكن محاربتهم لا تحتاج إلى خطب نارية بقدر ما تحتاج إلى قوانين حازمة وإرادة حقيقية. وإلا فسيظل الكلام مجرد “إعلان مسرحي” لجذب الجمهور.

قلب الطاولة فكرة جريئة في الخطاب، لكنها في الواقع تشبه وعد طفل صغير لأصدقائه بأنه سيقلب القسم على الأستاذ. ضحك وصخب… ثم يعود الجميع للجلوس في أماكنهم وكأن شيئا لم يكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى