جدد الحسين الوردي وزير الصحة، التأكيد على أن كأس أمم إفريقيا لكرة القدم لن يتم تنظيمه في الموعد المحدد، مشيرا في تصريح لـجريدة ”التجديد” على هامش انعقاد المؤتمر الدولي السنوي التاسع للجمعية الدولية للمعاهد الوطنية للصحة العامة، والذي انطلق الاثنين 03 نونبر 2014 بمراكش، إلى أن الوفد المغربي الذي يلتقي عيسى حياتو رئيس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم سيكون موحد الرؤى حول الموضوع وسيقترح حلا واحدا هو تأجيل المنافسة إلى وقت لاحق. وأضاف الوردي “صحيح أن كرة القدم هي لعبة يعشقها الملايين، لكنها تبقى في النهاية مجرد لعبة، أما حياة المواطنين في المغرب أو في إفريقيا لا يمكن التلاعب بها”.
وعن استمرار بعض التظاهرات الرياضية التي يشارك فيها لاعبون قادمون من الدول التي يوجد بها فيروس “إيبولا، قال الوردي “توصي منظمة الصحة العالمية بعدم تنظيم التجمعات الكبيرة جدا مثل كأس إفريقيا بالمغرب والتي ينتظر أن يحضرها حوالي مليون شخص، في حين يمكن للتجمعات الصغيرة أو المتوسطة أن تستمر وتتخذ الإجراءات اللازمة لعدم دخول الفيروس للبلد المستضيف”.
وعن وقت تأجيل كأس إفريقيا، أشار الوردي “لا زمن محدد الآن، ونحن نتابع التطورات مع منظمة الصحة العالمية”، وأكد “أن الفيروس في أوج انتشاره الآن وهو أمر خطير جدا جعل حتى بعض البلدان الأوروبية مثل كندا تفرض ابتداء من أول أمس قيودا على سفر الأفارقة القادمين من الدول المصابة بهذا الداء”. وأكد الوردي أن الإجراءات المتخذة في المطارات تتوافق مع المعايير الدولية، مركدا أن المراقبة تمر من ثلاث مراحل مستعملة وسائل تقنية حديثة للكشف عن الداء”.
من جهته، نوه بيكا بوسكا، رئيس الجمعية الدولية للمعاهد الوطنية للصحة العامة، بقرار المغرب تأجيل البطولة، مشيرا في تصريح ل”التجديد”، إلى أن الإجراءات التي لاحظها بمطار محمد الخامس خلال وصوله إلى أرض المملكة تدل على وعي مسؤولي الصحة بخطورة الأمر. وأضاف أن فيروس إيبولا خطر حقيقي على الصحة العامة.
وقال الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي للشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، في تصريح مماثل “لا يمكن منع تنظيم جميع التظاهرات والتجمعات بسبب مشاركة أفارقة، وإلا أوقفنا الحياة الاقتصادية والرياضية والعلمية، لكن قرار المغرب بتأجيل البطولة والتي هي من الحجم الكبير هو قرار سليم ومنسجم مع توصيات منظمة الصحة العالمية”. وأضاف أن الإجراءات التي اتخذها المغرب سواء في المطار أو في المؤسسات الصحية فعالة، ونحن نتدارس مع الوزير المغربي جميع جوانب الموضوع لمنع أي تسرب للفيروس إلى الأراضي المغربية.
وقال الوزير الوردي في كلمة افتتاحية، إن هذا الملتقى العلمي ينعقد بمدينة مراكش في سياق متسم بظهور أزمات صحية متتالية تهدد بقوة الأمن الصحي للشعوب. وأشار إلى أن هذه الأزمات مثل سراس، في 2003، وأنفلوزا أش1 أن1 والانتشار الوبائي لفيروس إيبولا حاليا تظهر بوضوح أن المخاطر الصاعدة تشكل تهديدا حقيقيا للأنظمة الصحية، وتنبه إلى أهمية إجراء إصلاحات كبرى في المجال الصحي حتى تصبح أنظمتنا الصحية قادرة على التفاعل والتجاوب مع مختلف وظائف الصحة العمومية كما حددتها منظمة الصحة العالمية مثل التقويم والتحليل الوضع الصحي والمراقبة الوبائية، ودراسة وتتبع المخاطر والتهديدات الخاصة بالصحة العمومية، وأيضا تطوير السياسات في مجال تأهيل مؤسسات التخطيط والتدبير والبحث العلمي في المجال.
يشار إلى أن هذا المؤتمر الذي سيعرف مشاركة حوالي 100 خبير في الصحة العامة والمدراء العامون للمعاهد الوطنية للصحة العامة من 80 دولة، سيناقش القضايا الشاملة للصحة العامة ذات الأولوية على الصعيد العالمي وتبادل التجارب في مجال الترصد الوبائي ومحاربة الأوبئة الناجمة عن الأمراض الجديدة كداء فيروس الإيبولا ومتلازمة داء فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وكذا تبادل الخبرات المتعلقة بإصلاح وتطوير نظم الصحة العامة لمواجهة التحديات مثل العبء المزدوج للأمراض المعدية وغير المعدية، وطريقة أخذها بعين الاعتبار في واقع النظم الصحية.