صفرو

هل دخلت صفرو مرحلة شح المياه؟ انقطاعات متكررة تثير مخاوف الساكنة

أمينة اوسعيد

يخترق واد أكاي قلب مدينة صفرو ويقسمها إلى شطرين. مياهه العذبة تتدفق على مدار السنة دون انقطاع عبر السواقي الإسمنتية التي توجد على جنبات الشوارع وبعض الأحياء السكنية.

إلا أن توفر مدينة صفرو على هذه الفرشة المائية المهمة لا يستثنيها من انقطاع المياه مرات متكررة وآخرها كان يوم عيد الأضحى الذي احتفلنا به يوم الأحد الماضي 10 يوليوز 2022. حيث شهدت مجموعة من الأحياء بمدينة صفرو، انقطاعا مفاجئا للماء الصالح للشرب، الأمر الذي خلف استياء عارما في أوساط المواطنين بالمدينة، والذين عبروا عن استنكارهم الشديد لانقطاع الماء لساعات طوال، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الرابعة بعد الزوال ليعود للانقطاع من جديد من الساعة التاسعة ليلا حتى التاسعة صباحا وفق ما أكده بعض الساكنة. والذين لم يجدوا ولو قطرة ماء للشرب أو الاستحمام أو جمع مخلفات الأضحية التي تحتاج إلى كميات مهمة من الماء.

مشكل انقطاع الماء بمدينة صفرو أصبح يطرح الكثير من الأسئلة حول مخزون المياه الذي يبدو أنه لم يكن كافيا لتغطية احتياج الساكنة من الماء خصوصا خلال يوم عيد الأضحى.رغم ما تتوفر عليه المدينة من مياه. وذلك جراء السنوات العجاف التي يعرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة. حيث شهدت مجموعة من العيون بمدينة صفرو نقصا رهيبا في منسوب المياه وجفاف بعضها بصفة نهائية كما حدث في راس العين المتواجدة في تراب جماعة عزابة. الشيء نفسه بالنسبة لسد علال الفاسي الذي نقص فيه منسوب المياه بشكل مخيف. ناهيك عن الأبار التي نضبت مياهها وأصبحت تسكنها الحشرات والأفاعي.

 وعلى صعيد المملكة أكد بعض الخبراء أن حصة الفرد من المياه تتناقص سنويا بسبب تزايد السكان والحاجات المتزايدة والاستهلاك المفرط للماء، وأيضا بسب التغير المناخي وتراجع كمية التساقطات. وكان المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، قد حذر في تقرير له من أن حالة ندرة المياه في المغرب مقلقة، لأن مواردها المائية تقدر حاليا بأقل من 650 مترا مكعبا للفرد سنويا، مقابل 2500 متر مكعب في سنة 1960، وستنخفض عن 500 متر مكعب بحلول سنة 2030.

 كما أعلنت وزارة التجهيز والماء أن البلاد في “حالة طوارئ مائية” جراء تناقص الموارد المائية وارتفاع الاستهلاك. ولمواجهة شبح ندرة المياه تسعى الحكومة إلى إيجاد حلول للأزمة بالمملكة، عبر إنشاء محطات لتحلية مياه البحر وحفر المزيد من الآبار والثقوب المائية وتشييد المزيد من السدود في العديد من مناطق المملكة.

وتبقى مياه واد “أكاي” تسيل عبر الطرقات دون إنشاء مشروع لتخزين مياهه وترشيد استعمالها حتى لا تتكرر معاناة الساكنة خلال كل مناسبة عيد عوض تدفقها عشوائيا في السواقي الإسمنتية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا