المغرب

مياه الشرب بين القلق والضرورة

عاد موضوع مياه الشرب في وجدة الى الواجهة بعد صدور دراسة علمية اشارت الى ان جزءا مهما من الموارد المائية الجوفية في المنطقة يعاني من تلوث يجعله غير صالح للاستهلاك المباشر. هذه المعطيات فتحت نقاشا واسعا بين المواطنين والباحثين حول معايير الجودة وكيفية مراقبتها بشكل منتظم

جودة المياه تقاس بعدة جوانب مترابطة تبدأ بالخصائص الفيزيائية مثل اللون والطعم والرائحة والعكارة التي تعكس في الغالب الحالة الاولية للمصدر المائي. ثم يأتي الجانب الكيميائي الذي يكشف عن نسب المعادن والاملاح والمواد السامة التي قد تتسرب الى المياه عبر التربة او من مخلفات الانشطة البشرية. ويضاف الى ذلك الجانب الميكروبيولوجي المرتبط بوجود البكتيريا والفيروسات والطفيليات وهو الاخطر من حيث الاثر المباشر على صحة الانسان. كما ان بعض الدراسات تركز ايضا على البعد الاشعاعي ولو انه قليل الحضور في السياق المغربي

هذه الجوانب مجتمعة تشكل الاساس الذي يحدد صلاحية المياه للشرب. اي خلل في احدها يثير القلق ويضع السلطات امام مسؤولية التدخل العاجل من خلال تحسين المعالجة وتحديث شبكات التوزيع وتعزيز آليات المراقبة المستمرة

قضية المياه ليست مسألة تقنية فقط بل هي قضية ثقة وحق اساسي للمواطن في الحصول على مورد طبيعي آمن يحمي صحته ويضمن استقرار حياته اليومية. الحوار حول هذا الملف يجب ان يتجاوز الجدل الى خطوات عملية تعيد الاطمئنان الى الساكنة وتكرس ثقافة المسؤولية المشتركة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى