أشرف الملك محمد السادس، اليوم الخميس بعمالة فاس، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز ثلاثة مراكز مخصصة، على التوالي، لتكوين وتأهيل المرأة، واحتضان المقاولات الصغرى التضامنية، والتكوين المهني للشباب.
وتأتي هذه المشاريع ، التي ستنجز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بغلاف مالي إجمالي قدره 66 مليون درهم، لتعزيز بعد التآزر والتعاون الذي تحث عليه الحملة الوطنية للتضامن (من 08 إلى 16 يناير الجاري). كما تؤكد، مرة أخرى، على أهمية النهوض بأوضاع النساء، والمكانة المركزية التي يحظى بها الشباب، والعزم الراسخ لجلالة الملك على تمكين هؤلاء الشباب ، لاسيما الذين ينحدرون من أسر معوزة، من اندماج سوسيو- مهني أفضل.
وهكذا، سيمكن مركز تكوين وتأهيل المرأة (15 مليون درهم)، المستفيدات في وضعية هشاشة من تعزيز قدراتهن وتحسين ظروفهن السوسيو- اقتصادية، لاسيما من خلال حصص في محو الأمية وتعلم الحرف المدرة للدخل والمحدثة لفرص الشغل. وسيتألف المركز المزمع إنجازه بمقاطعة أكدال، من ستة طوابق (4820 متر مربع)، تشتمل على غرف، وقاعة، ومطعم بيداغوجي، وورشات لفنون الطبخ، وإعداد الحلويات، والشوكولاته، وتصميم الأزياء، والطرز والحياكة، والخياطة التقليدية، والحلاقة والتجميل، فضلا عن قاعات لتكوين مضيفات الاستقبال، والمساعدات الاجتماعيات، ومستخدمات وكالات الأسفار.
كما سيشتمل المركز على قاعات للمعلوميات، وتعليم اللغات الأجنبية، ومحو الأمية، والاستماع، والاجتماعات، وفضاءات مخصصة لتثمين وتسويق منتوجات الجمعيات والتعاونيات النسوية، ومكتبة وحضانة. وعلى غرار المركز المحدث بالدار البيضاء، يروم مركز المقاولات الصغرى التضامنية بفاس (35 مليون درهم)، دعم إحداث المقاولات الصغرى والنهوض بها ، والتي تعود للشباب الحاملين للمشاريع المنحدرين من أسر معوزة ويمتلكون كفاءات مقاولاتية وقدرات مهنية أكيدة. ويروم هذا المركز الذي سينجز بمقاطعة سايس، والذي يوفر للمقاولات الصغرى جدا، مجانا، مقرا مؤقتا في فضاءات هيئت لهذا الغرض، النهوض بالتشغيل الذاتي للشباب ومحاربة الفقر والبطالة لدى هذه الفئة من المجتمع.
وسيوفر مركز المقاولات الصغرى التضامنية للأشخاص المستفيدين، الأدوات المهنية اللازمة للشروع في تنفيذ مشاريعهم، ومبلغا ماليا للبدء في نشاطهم، إلى جانب منحهم تكوينا يروم تنمية قدراتهم المقاولاتية والتسييرية والذاتية. كما سيحظون بخدمات للدعم في مجالات الاستشارة والتتبع والتقييم والتدريب وعلاقات الأعمال، وذلك من طرف مؤطري الجمعية التي ستشرف على تسيير المركز.
وسيشتمل مركز المقاولات الصغرى التضامنية بفاس، الذي سيشيد على مساحة 9000 متر مربع، على 55 ورشة مخصصة للأنشطة الإنتاجية، و25 فضاء مخصصا للمقاولات المانحة للخدمات، وقاعات للاجتماعات، وقاعة للتكوين، ومرافق أخرى إدارية وتقنية. وسيوفر مركز التكوين المهني متعدد الاختصاصات (3730 متر مربع)، الذي سيقام بمحاذاة مركز المقاولات الصغرى التضامنية، لشباب مدينة فاس المنحدرين من الأحياء الفقيرة، تكوينا مهنيا يهم بالخصوص المهن المتعلقة بقطاع البناء والأشغال العمومية.
بما سيحفز اندماجهم في سوق الشغل. وسيشتمل المركز، الذي تبلغ طاقته البيداغوجية 700 متدرب، على فضاءات متنوعة تحتوي على ورشات في كهرباء البناء، ونجارة الألمنيوم، والترصيص الصحي، وطلاء الواجهات، وصيانة التجهيزات الإلكترونية، وصناعة العلامات الإشهارية الضوئية، وقاعات للرسم، والمعلوميات، والحصص الدراسية، وفضاء للأشغال التطبيقية في البناء، ومكتبة. وتعد هذه البنية المزمع إحداثها، والتي رصدت لها استثمارات بقيمة 16 مليون درهم، ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن (البناء)، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (التجهيز والتسيير).
وتأتي جميع هذه المبادرات، ذات الوقع الاجتماعي القوي، لتعزيز مختلف الأعمال المنفذة من طرف المؤسسة على مستوى جهة فاس- بولمان، والتي تروم بالأساس النهوض بالعنصر البشري، باعتباره حجر الزاوية في كل مشروع تنموي شامل ومندمج.