
في خضم التحولات الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل وشمال إفريقيا، تُسلّط تصريحات الكاتب والصحفي الجزائري أنور مالك الضوء من جديد على الأدوار الملتبسة التي تلعبها عصابة البوليساريو بدعم مكشوف من النظام الجزائري، في سياق تحالفات إقليمية خفية تُهدد استقرار المنطقة.
هذه العصابة، التي وُلدت من رحم مشروع انفصالي قديم، لم تعد فقط تهدد الوحدة الترابية للمغرب، بل تحوّلت إلى أداة جيوسياسية خطيرة تُستعمل في زعزعة الاستقرار، وتُدار كواجهة لوكلاء النفوذ الإقليميين. وهو ما يجعل من “تندوف” اليوم أكثر من مجرد مخيمات لاجئين، بل منصة لوجستية شبه عسكرية تستخدمها أطراف خارجية في لعبة توازنات معقدة.
في هذا السياق، فجّر أنور مالك تصريحات نارية كشف فيها تفاصيل دقيقة عن الطريقة التي تقوم بها الجزائر بإمداد عصابة البوليساريو بالسلاح، بالتنسيق مع جهات عسكرية وشبكات تهريب تنشط في الساحل والصحراء.
وأكد أن “الجيش الجزائري لا يكتفي بالدعم اللوجستي، بل يوفّر تدريبًا ميدانيًا لعناصر العصابة داخل منشآت عسكرية جزائرية”، مشيرًا إلى وجود ضباط ارتباط بين المخابرات الجزائرية وقيادات شبه عسكرية، يتولّون عمليات التنسيق.
وأضاف أن هذا التحالف “يُدار في الخفاء”، ويهدف إلى خلق فوضى دائمة في المنطقة، وتوسيع نفوذ الجزائر عبر وكلاء محليين. كما أشار إلى أن كثيرًا من الأسلحة التي وصلت إلى جماعات إرهابية في مالي والنيجر وليبيا مرّت عبر مخازن تابعة لعصابة البوليساريو، التي تحوّلت من تنظيم سياسي إلى كيان عسكري يخدم أجندات دولية.
وفي تحذير صريح، أشار مالك إلى أن “المخيمات بتندوف أصبحت منطقة مغلقة تُستخدم لتجريب الأسلحة وتدريب عناصر أجنبية”، مطالبًا المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وتحمّل مسؤوليته في وقف هذا الانفلات.
تصريحات أنور مالك فتحت نقاشًا جديدًا حول ضرورة إعادة تصنيف عصابة البوليساريو كتهديد أمني عابر للحدود، وليس مجرد ملف نزاع إقليمي تقليدي.