في حادث غريب ينم عن جهل تام بقيم التطوع والوفاء بالعهد، وفي استهتار كبير بالمسؤولية الأخلاقية للطبيب، واستخفاف بمشاعر البسطاء.. أقدم الدكتور: “عمر بنزكري” طبيب بالمستشفى الإقليمي بصفرو؛ على سلوك صادم. حيث أن هذا الجراح “جرح” كرامة العديد من المحتاجين، وكادت الأمور أن تؤول إلى الاحتقان بعدما انسحب من المركز الصحي بالمنزل، رافضا ختان مجموعة من الأطفال، تاركا وراءه عشرات الأسر مصدومة في صباح يوم 6 نونبر، وما يرمز إليه هذا اليوم في تاريخنا من قيم التضحية والتطوع. متحججا بأن الجمعية لم توفر له العلب المعقمة. في الوقت الذي جاء فيه الدكتور: محمد حلوط: طبيب مختص في جراحة الأطفال متطوعا من مدينة تمارة، واستقدم معه عدة علب ومستلزمات التعقيم، موفرا بذلك جميع الشروط العلمية المثالية للقيام بعمليات الختان في ظروف آمنة.
يذكر أن جمعية التضامن للتنمية والشراكة بالمنزل قد نظمت حفل ختان جماعي لفائدة 72 طفلا ينحدرون من أسر معوزة وفقيرة بمدينة المنزل. وكان الدكتور:” عمر بنزكري” قد التزم مع الجمعية منذ شهر شتنبر المنصرم بالمساهمة تطوعيا في هذه الحملة يوم 6 نونبر. لكنه نكث بعهده في يوم التدخل بعينه. وانصرف دون مقدمات بعدما أعدت الجمعية لائحة بأسماء 35 طفلا معوزا تجشموا عناء ومشقة إجراء التحليلات الطبية. (50%من العدد المسجل) وهي حصته والنصف المتبقي من اللائحة من نصيب الدكتور: محمد حلوط .
وتجدر الإشارة إلى أن المندوبية الإقليمية للصحة بصفرو والمستشفى الإقليمي بصفرو وضعوا رهن إشارته جميع الحاجيات. لكن هذا الطبيب لم يكلف نفسه عناء تحديد لائحة طلباته قبل بدء عملية الختان لدى المستشفى، أو على الأقل إخبار الجمعية بجرد مفصل لحاجياته للقيام بعمليات الختان.
وهو ما حدا بأعضاء مكتب الجمعية إلى رفع شكاية في الموضوع إلى عامل إقليم صفرو، وإلى المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بصفرو تشجب من خلالها وتستنكر عدم الوفاء بالعهد، ونهج سياسة التعالي، واحتقار المحتاجين، والاستهتار بشؤونهم.. مما يتنافى تماما مع قيم التطوع النبيل، وشرف مهنة الطب، ونبل قسم أبوقراط.. وتلتمس في الوقت ذاته القيام بالمتعين لردع هذه السلوكيات، والتصدي لهذا التهاون الذي من شأنه خلق الاحتقان وتلطيخ سمعة وشرف مهنة الطب. وسمعة المؤسسة الصحية التي ما فتئت تقدم خدمات جليلة للساكنة.
ولم يفت الجمعية التنويه بنبل أخلاق الدكتور: محمد حلوط ومساعده، وباحترافية تدخل المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بصفرو، ورئيس شبكة المؤسسات الصحية بإقليم صفرو. ودعم مدير المستشفى الإقليمي وأطر مندوبية وزارة الصحة بصفرو الذين تنقلوا إلى مدينة المنزل. وأطر المركز الصحي بالمنزل. وكذا إرشادات باشا المنزل. ونضج الأسر التي تحلت بالصبر إلى أن تم إنقاذ وتدارك الوضع في اللحظات الأخيرة.
