صفرو: ساكنة عيشون في اعتصام أمام العمالة احتجاجا على الحكرة والتهميش

تخوض ساكنة دواوير عيشون التابعة لجماعة تازوطة بإقليم صفرو اعتصاما مفتوحا أمام العمالة ابتداء من يوم أمس الثلاثاء، احتجاجا على الأوضاع الهشة والمزرية التي يعرفها الدوار منذ سنوات عديدة. حيث خرجت الساكنة من رجال، ونساء، وأطفال. للاستنجاد بالعامل الجديد للإقليم ضد العزلة، والتهميش، والإقصاء الذي كرسته السياسات السابقة للمسؤولين المحليين، والعامل السابق للإقليم في ظل غياب إرادة قوية واستراتيجية معقولة لإدماج المنطقة ضمن ركب الإصلاحات العميقة والجدية التي وردت بخطاب صاحب الجلالة.

    يذكر أن دواوير عيشون تعاني من مشاكل تنموية بالجملة حيث تعيش على وقع المعاناة والفقر، وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. مما أدى إلى حرمان المنطقة من نصيبها في التنمية، وكرس العزلة في حق ساكنتها المهمشة، التي ماتزال تفتقد عدة خدمات بسيطة أصبحت متجاوزة بعدة مناطق نائية، بعد أن لم يشملها ركب الإصلاحات العميقة الذي تشهده البلاد. وبقيت عدة مشاكل تتربصبالساكنة: أهمها معضلة التزود بالماء(تغيب هذه المادة الحيوية بالمنطقة، وتعاني 300 أسرة تقريبا من غياب الربط بشبكة الماء الصالح للشرب حيث يضطر الأهالي للتنقل قرابة 4 كيلومترات لإحضار الماء خصوصا مع ندرة التساقطات خلال هذه السنة). معضلة التزود بالكهرباء(غياب ربط منازل ساكنة دواوير بومريم والمرس بالشبكة مع الاضطرار إلى استعمال الغازوال للإنارة، حيث يسبب احتراق هذه المادة مشاكل صحية كثيرة خصوصا لدى الأطفال). بالإضافة إلى مشاكل متعلقة بالتنقل والصحة (طريق وعرة غير ممهدة مع غياب لمستوصف بالدوار يجعل الأهالي يقاسون الأمرين في سبيل التنقل للعلاج والتسوق والتمدرس بالمناطق المجاورة)…                                                             

   وبالرغم من كون جماعة تازوطة تصنف من بين أغنى الجماعات بالإقليم،  بحكم توفرها على مقالع الرخام التي تنتشر عبر تراب الجماعة.. فإنه لم يتم استغلال هذه الإمكانيات لتأهيل الجماعة والرقي بمستوى عيش أفرادها، وتحسين بنيتها التحتية، وتجويد الخدمات بها.. بل إن غنى الجماعة والتصنيف الذي تحتله تبعا لذلك كان وبالا على أهلها الفقراء. إذ تم إقصاؤهم نتيجة لذلك من برنامجتيسير، ومن جميع برامج الدعم التي تخصصها الدولة للمناطق النائية التي تعاني من الهشاشة والحرمان. وهو ما دفع الساكنة بعد صمت طويل إلى الاستعداد لخوض جميع أنواع النضالات الممكنة في سبيل تحسين أوضاعهم، والرقي بمستوى عيشهم، آملين في العامل الجديد للإقليم أن ينصفهم ضد الحرمان والتقصير الذي عانوا منه في ظل السياسات العقيمة سابقا.