العالم

سوريا وتركيا.. عودة اللاجئين بين حلم الاستقرار وواقع الحرب

شهدت الحدود التركية السورية، خلال الأشهر الماضية، عبور عشرات الآلاف من السوريين العائدين إلى بلدهم، في موجة وصفتها السلطات التركية بأنها “عودة طوعية”. أرقام المديرية العامة للهجرة في أنقرة تشير إلى أكثر من 411 ألف شخص، قرروا مغادرة تركيا والعودة إلى مناطقهم منذ نهاية العام الماضي، في مشهد يعكس تحولات عميقة في مسار اللجوء السوري المستمر منذ أكثر من عقد.

لكن، هل تعني العودة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار؟ أم أن الواقع الميداني في سوريا، حيث لا تزال جبهات القتال مشتعلة في بعض المناطق، وظلال الانقسام السياسي والأمني قائمة، قد يجعل من هذه العودة مخاطرة جديدة؟

بالنسبة للكثير من العائدين، القرار جاء تحت ضغط عوامل متعددة: ظروف اقتصادية صعبة في تركيا، سياسات جديدة تحد من فرص البقاء، وتوق كبير للعودة إلى البيت والأرض رغم غياب الضمانات الأمنية. ومع ذلك، يظل السؤال معلقًا حول ما إذا كان هؤلاء سيتمكنون من بناء حياة مستقرة، أم أنهم سيجدون أنفسهم أمام تحديات أكبر من تلك التي هربوا منها.

المشهد الإنساني يزداد تعقيدا مع استمرار الأزمة السورية وتداخل المصالح الدولية والإقليمية في المنطقة. فبين طموح العودة إلى الجذور، وواقع الصراعات المفتوحة، يبقى مصير العائدين مرهونا بمدى قدرة البلاد على استعادة أمنها واستقرارها، وهو ما يبدو بعيد المنال في المدى المنظور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى