العالم

النظام الجزائري بين الإخفاقات الداخلية ومحاولات الإساءة للمغرب

playstore

في ظل الأوضاع الداخلية المتردية التي يعيشها الشعب الجزائري، يستمر النظام الجزائري العسكري الحاكم في توجيه اهتمامه ووسائله الإعلامية نحو الإساءة لجاره المغرب ورموزه الوطنية. ومع تصعيد الخطاب العدائي في وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، أصبح واضحاً أن هذه السياسة تهدف إلى تصدير الأزمات الداخلية والتغطية على إخفاقات النظام في توفير أدنى مقومات الحياة لمواطنيه.

واقع داخلي متأزم

sefroupress

يعاني المواطن الجزائري يومياً من أوضاع معيشية صعبة. مدن متدهورة، أحياء غارقة في النفايات، طوابير طويلة للحصول على الضروريات الأساسية مثل الحليب والخبز وحتى قوارير الغاز، في بلد يعد من أكبر مصدري الغاز والبترول. هذا التناقض الصارخ يظهر بشكل واضح مدى فشل النظام في إدارة ثروات البلاد، حيث تذهب ميزانية ضخمة تصل إلى 25 مليار دولار سنوياً للقطاع العسكري، بينما يفتقر المواطنون إلى المستشفيات، المياه، والكهرباء.

الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية هذه لم تمنع النظام من الاستمرار في قمع الأصوات المعارضة. يكفي نشر مقطع فيديو ينتقد الأوضاع على منصات التواصل الاجتماعي ليجد صاحبه نفسه خلف القضبان لسنوات. هذا القمع الممنهج يعكس هشاشة النظام وخوفه من أي تحرك شعبي قد يهدد قبضته على السلطة.

محاولات فاشلة للتنافس مع المغرب

في الوقت الذي يحقق فيه المغرب نجاحات دبلوماسية وتنموية مشهودة، يبقى النظام الجزائري غارقاً في خطاب عدائي يستهدف المغرب كوسيلة لتوحيد الصف الداخلي المتفكك. النظام الجزائري، الذي يعتمد اقتصاده بشكل شبه كلي على النفط والغاز، يفتقر إلى رؤية استراتيجية لتنويع مصادر الدخل أو تطوير قطاعات اقتصادية حديثة مثل التكنولوجيا والصناعات التحويلية التي بات المغرب رائداً فيها.

هذه النجاحات المغربية، سواء على مستوى الدبلوماسية أو المشاريع التنموية الكبرى، تثير غيرة النظام الجزائري، الذي يجد نفسه معزولاً على الساحة الدولية. حتى طلبه للانضمام إلى مجموعة “بريكس” قوبل بالرفض مرتين، مما يعكس فقدانه للمصداقية الدولية.

تصدير الأزمات لتشتيت الانتباه

بدلاً من مواجهة الأزمات الداخلية والعمل على تحسين حياة المواطن الجزائري، يفضل النظام العسكري تبني سياسة الهروب إلى الأمام عبر افتعال الأزمات الخارجية وتصعيد الخطاب العدائي تجاه المغرب. هذه السياسة، التي تستنزف موارد البلاد، تعكس فقدان النظام لأي رؤية إصلاحية أو قدرة على تحقيق الاستقرار الداخلي.

النظام الجزائري يعيش أزمة داخلية حادة على جميع المستويات. ومع فشله في توفير حياة كريمة لمواطنيه، يعتمد على سياسة تصدير الأزمات عبر الإساءة لجيرانه، خاصة المغرب. لكن هذه السياسة لا تزيده إلا عزلة وتعمق الفجوة بينه وبين شعبه، الذي يدرك أن مشاكله الحقيقية ليست خارج الحدود، بل في داخل النظام نفسه.

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا