منذ توليه العرش، يواصل الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، بذل جهود كبيرة لدعم القضية الفلسطينية وتعزيز حقوق الشعب الفلسطيني. هذا الدعم الثابت تجسد بشكل واضح منذ بداية الحرب في غزة، حيث دعا الملك إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكدًا أن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
دعم ثابت للقضية الفلسطينية
المواقف المغربية تجاه القضية الفلسطينية تظل واضحة ومستقرة، وهو ما تعكسه المبادرات والخطابات والرسائل الملكية. في خطاب العرش بتاريخ 29 يوليو 2024، شدد الملك محمد السادس على مركزية القضية الفلسطينية في السياسة الخارجية للمملكة. كما أرسل رسائل إلى القمم العربية والإسلامية، مثل القمة المشتركة في الرياض (11 نوفمبر 2023) والقمة العربية (16 مايو 2024)، بالإضافة إلى المنتدى البرلماني الدولي.
في رسائله، أكد الملك على ضرورة توحيد الصف العربي لمواجهة الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس، بما في ذلك محاولات طمس هويتها الحضارية وتغيير وضعها القانوني. كما دعا إلى حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف التصعيد العسكري، مشددًا على أهمية احترام القانون الدولي الإنساني.
رؤية تاريخية وإنسانية
في المنتدى البرلماني الدولي الذي انعقد بمراكش، استحضر الملك دور المغرب التاريخي في التسامح الديني واستقبال المضطهدين من المسلمين واليهود الذين فروا من محاكم التفتيش في القرن الخامس عشر. كما ذكر بموقف جده الملك محمد الخامس في حماية اليهود المغاربة من اضطهاد نظام فيشي خلال الحرب العالمية الثانية.
التزام راسخ تجاه غزة
مع تصاعد الحرب في غزة بعد أحداث 7 أكتوبر، جدد الملك موقفه الداعم للفلسطينيين من خلال رسائل وجهها إلى مؤتمرات ومنتديات دولية. حملت الرسائل انتقادات صريحة للممارسات الإسرائيلية المتطرفة والإجراءات الأحادية في القدس، مشددًا على أن استمرار هذه السياسات يؤدي إلى انسداد الأفق السياسي ويزيد من التوترات في المنطقة.
في رسالة إلى رئيس لجنة حقوق الشعب الفلسطيني، حمّل الملك مسؤولية التصعيد لإسرائيل بسبب سياساتها المنهجية. ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف استهداف المدنيين، مطالبًا بتهيئة الظروف لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل.
القضية الفلسطينية في صلب الاستراتيجية المغربية
أكد الملك محمد السادس خلال القمة الإسلامية أن الحرب في غزة وما وصفها بـ”حرب الانتقام” تعزز إصرار المغرب على جعل القضية الفلسطينية جوهر تحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط. هذه الرسائل تعكس التزامًا مغربيًا ثابتًا بدعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو عبر العمل الميداني لحماية القدس وتعزيز صمود الفلسطينيين.
