دخل المغرب مرحلة جديدة في مساره العسكري والدبلوماسي بعد مشاركته لأول مرة في مناورات “UNITAS 2025” التي تحتضنها الولايات المتحدة. وبذلك يصبح المغرب أول بلد عربي وإفريقي يشارك في هذه التمارين العسكرية الكبرى، التي تُعد الأقدم والأوسع من نوعها على الصعيد العالمي.
هذه المناورات البحرية، التي تجمع عشرات الدول من مختلف القارات، لا تقتصر على تبادل الخبرات العسكرية، بل تمثل منصة استراتيجية لتعزيز التعاون الأمني البحري ومواجهة التحديات المشتركة، من بينها القرصنة، التهديدات السيبرانية البحرية، ومكافحة شبكات التهريب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
مشاركة المغرب تعكس المكانة المتصاعدة للقوات المسلحة الملكية، خصوصا البحرية الملكية، التي راكمت خبرات مهمة في حماية السواحل ومراقبة الممرات البحرية الاستراتيجية، وفي مقدمتها مضيق جبل طارق. كما تشكل هذه المشاركة اعترافا دوليا بالدور المحوري للمغرب في ضمان أمن واستقرار غرب البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
يتجاوز الحضور المغربي البعد العسكري ليحمل رسالة سياسية ودبلوماسية. فالمغرب، من خلال انخراطه في أكبر المناورات البحرية، يثبت أنه شريك موثوق في هندسة الأمن الإقليمي والعالمي، ويعزز تموقعه كصلة وصل بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا.
كما أن هذه المشاركة تحمل أبعادا ردعية ورسائل واضحة مفادها أن المغرب مستعد لمواكبة التحديات الجيوستراتيجية الجديدة، وأنه يملك من الإمكانات والقدرات ما يجعله طرفا أساسيا في بناء تحالفات أمنية عابرة للقارات.
