الصين تستعرض قوتها النووية والعسكرية

شهدت العاصمة الصينية بكين عرضا عسكريا ضخما بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الصين على اليابان في الحرب العالمية الثانية، حيث استعرض جيش التحرير الشعبي أحدث ما توصلت إليه الصناعة العسكرية الصينية من أسلحة هجومية ودفاعية، في مشهد جسد الطموح الصيني في تعزيز موقعه كقوة عظمى عسكرية إلى جانب مكانته الاقتصادية المتصاعدة.
الرئيس شي جين بينغ ألقى خطابا مقتضبا شدد فيه على أن الجيش الصيني ظل دائما وفيا للحزب والشعب، وأنه نشأ من أجل حماية السيادة والوحدة الترابية، مع المساهمة في السلام والتنمية عبر العالم. وأكد أن النهضة الصينية خيار لا رجعة فيه، وأن التنمية السلمية تظل السبيل الأمثل رغم التحديات.
العرض كشف عن مكونات ما يعرف بـ “الثالوث النووي الاستراتيجي”، بما في ذلك الصواريخ العابرة للقارات من طراز DF-5C القادرة على حمل عدة رؤوس نووية، وصواريخ DF-31 وJL-3 التي تُطلق من الغواصات، إلى جانب الصاروخ DF-26D الملقب بـ “قاتل غوام”، والصاروخ DF-17 المزود بمركبة فرط صوتية قادرة على المناورة وتجاوز أنظمة الدفاع الأكثر تطورا. هذه الترسانة عززت صورة الصين كقوة ردع نووي متكاملة قادرة على استهداف مواقع متعددة في وقت واحد.
إلى جانب ذلك، برزت منظومات الدفاع الجوي الحديثة مثل HQ-9 وHQ-19 المضادة للصواريخ الباليستية والأقمار الصناعية، إضافة إلى HQ-22 متوسط وطويل المدى. كما ظهرت أسلحة متطورة مضادة للسفن مثل YJ-21، التي يمكن إطلاقها من المدمرات أو القاذفات الاستراتيجية، ما يعزز من حضور الصين في البحار والمحيطات.
المشهد لم يكن عسكريا فقط، بل حمل أبعادا سياسية واضحة، إذ حضر قادة من روسيا وكوريا الشمالية ودول آسيوية وإفريقية، وهو ما عكس شبكة التحالفات التي تعمل بكين على توطيدها في ظل تصاعد التوترات مع الغرب. العرض جاء بمثابة رسالة مزدوجة: طمأنة للداخل بأن الصين قادرة على حماية مصالحها، وتحذير للخارج بأنها أصبحت رقما صعبا في معادلة القوة العالمية.
هذا الحدث، الذي يعد الثالث منذ تولي شي جين بينغ الحكم، أكد أن بكين ماضية في الجمع بين التنمية السلمية وتعزيز الردع العسكري، وأنها عازمة على لعب دور مركزي في رسم ملامح النظام الدولي الجديد.





