التوفيق وخطبة “تسديد التبليغ”: بين قداسة الدين وضغط المعيشة

اثار تصريح وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية احمد التوفيق، بشأن خطبة “تسديد التبليغ”، جدلا واسعا بعد ان قال ان استجابة الناس لهذه الخطبة ستخفف عنهم كلفة المعيشة، واصفا الامر بالعجاب.
غير ان هذا الكلام بدا غامضا وغير مقنع، لانه لم يقدم اي تفسير واقعي او اقتصادي يوضح العلاقة بين اداء المواطنين مساهمات مادية، وبين انخفاض الاسعار او تيسير متطلبات الحياة اليومية.
في وقت يعيش فيه المواطن المغربي ضغطا كبيرا بسبب الغلاء وارتفاع تكاليف العيش، يظل انتظار حلول عملية وملموسة هو الاولوية، وليس سماع خطابات يغلب عليها الطابع الوعظي واللغة الرمزية.
ان ربط الشأن الديني بالمشاكل الاقتصادية المباشرة قد يفهم على انه توظيف للمقدس لتمرير خطط مالية لا يعرف المواطن اهدافها الحقيقية، وهو ما يثير الشكوك بدل الطمأنينة.
ومن ثمة، فان المطلوب من المسؤولين، خاصة في مواقع القرار، هو اعتماد خطاب عقلاني وشفاف يشرح بوضوح كيف ستستعمل الاموال، وما الضمانات الملموسة لعودتها بالنفع على المجتمع.
فالدين له مكانته وقدسيته، لكن معالجة ازمات المعيشة تحتاج الى مقاربة اقتصادية واجتماعية جادة، والى حلول ملموسة تعطي المواطن احساسا بان كرامته واولوياته في صلب السياسات العمومية، لا مجرد وعود يلفها الغموض وتغلفها عبارات من قبيل “هذا شيء عجاب”.