في موقف دبلوماسي واضح لا لبس فيه، جدد الاتحاد الأوروبي، تأكيده الرسمي بعدم اعترافه بما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية”، وذلك على لسان المتحدث باسم مفوضية الشؤون الخارجية الأوروبية، تزامنا مع انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإيطالية روما.
وأوضح المتحدث أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لا يعترفون بهذا الكيان، وهو الموقف الذي لم يتغير منذ سنوات، ويؤكد مرة أخرى التزام الاتحاد بوحدة وسيادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ضمن رؤية تراعي القانون الدولي وتدعم الحلول الواقعية لقضايا النزاع.
هذا التصريح الأوروبي الرسمي يأتي في وقت تتكبد فيه ميليشيات “البوليساريو” الانفصالية خسائر دبلوماسية متتالية، وسط اتساع رقعة الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي التي تطرحها المملكة المغربية كحل سياسي عملي، يحظى بدعم دولي متزايد، لا سيما من قبل قوى مؤثرة كأمريكا وألمانيا وإسبانيا.
ويُعد هذا الموقف بمثابة ضربة جديدة لمحاولات “البوليساريو” تسويق مشروعها الوهمي في المحافل الدولية، كما يبرز تماسك الموقف الأوروبي تجاه ملف الصحراء المغربية، القائم على الواقعية والدفع نحو حل سياسي سلمي تحت إشراف الأمم المتحدة.
ويرى مراقبون أن صدور هذا التصريح في لحظة إقليمية دقيقة، يؤكد أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه التورط في دعم كيان غير معترف به، خصوصًا في ظل تنامي التهديدات الإرهابية في الساحل والصحراء، والتي تتهم ميليشيات البوليساريو بالتورط فيها، وفق تقارير استخباراتية أوروبية وأمريكية.
بذلك، يظل الموقف الأوروبي عنصر توازن محوري ، ويكرس عزلة التنظيم الانفصالي الذي فشل في إقناع المنتظم الدولي بشرعيته المزعومة.
