أم الربيع تستفيق من عطشها: أمطار الخير تبعث الحياة في سهول بني ملال-خنيفرة

بعد سنوات عجاف من الجفاف، عمّت الفرحة أوساط الفلاحين في جهة بني ملال-خنيفرة، إثر تساقطات مطرية وفيرة أنعشت الأراضي القاحلة وبثّت الروح من جديد في سهل أم الربيع، أحد الشرايين الحيوية للزراعة بالمغرب.
مشاهد الحقول البنية والعطشى أفسحت المجال لبساط أخضر تنبض فيه الحياة، حيث استعادت التربة خصوبتها، وعادت زراعة القمح والذرة والشمندر إلى الواجهة، حاملة معها بشائر موسم فلاحي واعد. يقول ياسين بندحو، أحد الفلاحين المحليين: “هذه الأمطار لم تعد تزورنا منذ سنوات… لقد أعادت الحياة لحقولنا وقلوبنا معاً”.
الجفاف في السنوات الماضية لم يكن مجرد أزمة طبيعية، بل أزمة وجودية دفعت كثيرين إلى التخلي عن أراضيهم أو الهجرة نحو مهن حضرية بديلة. لكن الأمطار الأخيرة شكّلت منعطفاً حاسماً، أعادت الثقة، وأطلقت موجة من التفاؤل تدفع الفلاحين إلى العودة للاستثمار في أراضيهم.
التأثير الإيجابي لم يقتصر على الزراعة فقط، بل امتد ليشمل الدورة الاقتصادية المحلية برمتها. بدأت النقاشات حول تنويع المحاصيل وإدخال منتجات زراعية جديدة لم تكن ممكنة سابقاً، فيما تبرز توجهات نحو اعتماد نماذج فلاحية أكثر استدامة وكفاءة.
ويأمل الفلاحون اليوم في أن تعوّض هذه الانتعاشة جزءاً من الخسائر الفادحة التي تكبدوها في ظل الجفاف وارتفاع أسعار المواد الفلاحية الأساسية، وعلى رأسها الأسمدة. فصل جديد يُكتب في وادي أم الربيع، عنوانه: الأمل يعود مع المطر.