شارك باحثون ومثقفون وفاعلون مدنيون ومهتمون بالتراث والذاكرة، السبت بمدينة آزرو (إقليم إفران)، في إحياء ذاكرة “تومليلين”، وهي منطقة تقع بجوار مدينة آزرو كانت تضم ديرا يحمل نفس الإسم.
وتسعى هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من مؤسسة ذاكرات من أجل المستقبل بشراكة مع المركز الثقافي لآزرو، ومختبر الترجمة والتواصل والآداب بالجديدة (جامعة شعيب الدكالي) وجمعية أصدقاء ابن زيدون للثقافة والفن والتنمية). ، إلى إحياء اللقاءات الدولية التي كانت تحتضنها هذه منطقة تومليلين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بحضور فعاليات تنتمي إلى عالم الفكر والأدب والسياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها من مختلف بقاع المعمور.
وشكل اللقاء مناسبة لتقديم عدد من الشهادات حول ذاكرة هذه المنطقة، ومداخلات بحثية وأكاديمية أبرزت أهمية اللقاءات الدولية التي كانت تحتضنها “تومليلين”، وقدمت نموذجا للحوار والتعايش الديني والثقافي بين مختلف الأديان، بالإضافة إلى نشرها قيم التسامح والحوار ونبذ العنف وكل أشكال التطرف. ، أفادت رئيسة مؤسسة ذاكارات من أجل المستقبل، لمياء الراضي، أن اللقاء يأتي بدعوة من المجتمع المدني لآزرو من أجل إحياء تاريخ استثنائي حدث بجوار هذه المدينة وبالضبط بدير “تومليلين” عندما قام رهبانه سنة 1953 بالإعلان عن دعمهم لجلالة المغفور له محمد الخامس ورفضوا نفيه. وأضافت أنه مباشرة بعد الاستقلال تم تأسيس اللقاءات الدولية ب “تومليلين” التي تميزت بحضور ومشاركة علماء وشخصيات تنتمي لمجالات متعددة ومن مختلف الأعمار، وذلك من أجل خلق حوار ديني يعد نموذجا رائدا للتعايش الديني على مستوى القارة الافريقية. من جهته، أبرز الأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس، ومنسق محلي لبرنامج إعادة تأهيل تومليلين، أحمد السرغيني أن اللقاء خصص للحديث عن إعادة تأهيل “تومليلن”، مشيرا إلى أن المبادرة تروم تقديم دفعة قوية للسياحة الثقافية والإيكولوجية بالمنطقة. بدوره، أكد ادريس بولخريف ابن منطقة آزرو على أهمية إحياء ذاكرة “تومليلين” التي كان يعيش فيها عدد من الرهبان الذين عرفوا بكرمهم ومساهمتهم في نشر العلم والمعرفة والثقافة والتفاعل الإيجابي مع أبناء المنطقة. أما مدير المركز الثقافي لآزرو، زهير بوشيبة، فاعتبر من جانبه أن اللقاء يندرج في إطار الاحتفال بشهر التراث، حيث يعد بمثابة وقفة تأمل في زخم التراث الوطني وغنى روافده الهوياتية، مضيفا أن فضاء وذاكرة “تومليلين” شاهدة على قيم التسامح والتعايش.
