رئيس بوركينا فاسو ابراهيم تراوري يعلن التعليم المجاني الشامل

في خطوة غير مسبوقة كتب التاريخ السياسي والاجتماعي لبوركينا فاسو، اعلن الرئيس ابراهيم تراوري عن الغاء جميع الرسوم الدراسية في البلاد لتصبح جميع مراحل التعليم من الابتدائي الى التعليم العالي مجانية بالكامل لكل المواطنين. القرار يمثل تحولا جذريا في سياسة التعليم الوطنية ويضع بوركينا فاسو ضمن مجموعة محدودة من الدول التي تقدم تعليما شاملا دون اي عائق مالي.
هذا القرار التاريخي يعكس رؤية تراوري للاستثمار في الانسان ويؤكد ان التعليم هو العمود الفقري لاي تنمية حقيقية ومستدامة. فمن خلال رفع القيود المالية عن الطلاب تفتح البلاد ابوابها امام جميع المواطنين دون تمييز او قيود اقتصادية وهو ما يتيح للمجتمع استغلال طاقات شبابه بشكل افضل ويخلق بيئة خصبة للابتكار والمعرفة.
الغاء الرسوم الدراسية يعني ان كل طالب قادر على متابعة دراسته وتحقيق طموحاته دون القلق من تكلفة التعليم. هذا الاجراء يشمل كل المستويات من المدارس الابتدائية الى الجامعات ويتيح لجميع الاسر فرصة الانخراط في العملية التعليمية دون معوقات مالية ما يخلق عدالة اجتماعية ويقلص الفجوة بين الطبقات المختلفة.
من الناحية الاقتصادية والاجتماعية يمكن اعتبار هذه الخطوة استثمارا مباشرا في رأس المال البشري وهو المورد الاهم لاي دولة تسعى الى التقدم. فتعليم المواطنين يرفع من مستوى المعرفة والمهارات ويؤهلهم للمشاركة الفاعلة في سوق العمل وفي مختلف مجالات التنمية الوطنية. كما ان هذه السياسة قد تؤدي الى تقليل معدلات الفقر والبطالة على المدى الطويل لان التعليم الجيد يمكن الشباب من الوصول الى فرص افضل ويزيد من انتاجية المجتمع ككل.
ويعكس القرار ايضا رسالة قوية للداخل والخارج مفادها ان مستقبل الدولة لا يبنى على الموارد الطبيعية او التمويلات الخارجية فقط بل يبدأ من مقاعد الدراسة ومن الاستثمار في العقول. رؤية تراوري تؤكد ان اي تقدم مستدام يرتكز على المعرفة والمهارات والقدرة على الابتكار وان الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل الوطني والاجتماعي والاقتصادي.
في النهاية يمكن القول ان خطوة بوركينا فاسو نحو التعليم المجاني الشامل تمثل نموذجا يحتذى به في القارة الافريقية والعالم وتؤكد على اهمية وضع الانسان في قلب السياسات الوطنية. هذا القرار ليس مجرد اجراء تعليمي بل اعلان عن تحول استراتيجي كامل في رؤية الدولة لمستقبلها ومستقبل شعبها حيث يصبح التعليم حق متاح للجميع وفرصة متساوية لكل فرد للمساهمة في بناء وطن قوي ومزدهر.