كشفت دراسة حديثة عن علاقة محتملة بين الاستخدام المنتظم لمنتجات المكياج وزيادة خطر الإصابة بالربو، خصوصًا في مرحلة البلوغ، مما يثير مخاوف جديدة بشأن تأثير المواد الكيميائية التجميلية على الصحة التنفسية.
وشملت الدراسة، التي أجريت على أكثر من 40 ألف امرأة، متابعة دقيقة لاستخدام 41 منتجًا تجميليًا شائعًا، من كريمات البشرة وأحمر الشفاه والخدود إلى مزيلات العرق ومستحضرات العناية الشخصية. وقد تم تسجيل 1774 حالة إصابة بالربو خلال فترة امتدت لـ12 عامًا، حيث لوحظ أن تكرار استخدام بعض المنتجات ارتبط بارتفاع في نسبة الإصابة.
وأوضحت النتائج أن النساء اللواتي استخدمن أحمر الشفاه أو الخدود أكثر من خمس مرات أسبوعيًا ارتفع لديهن خطر الإصابة بالربو بنسبة 18%. كما أشارت البيانات إلى أن التعرض المتكرر لبعض المركبات مثل مركبات PFAS والبارابين والفينولات قد يؤثر على جهاز المناعة ويحدث اضطرابات هرمونية، ما يفسر العلاقة غير المباشرة بين مستحضرات التجميل والأمراض التنفسية.
ورغم عدم تأكيد وجود علاقة سببية مباشرة، فإن الباحثين شددوا على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم آليات تأثير هذه المركبات على الصحة، لاسيما في صفوف النساء، اللاتي أظهرت البيانات أنهن أكثر عرضة للإصابة بالربو من الرجال، لأسباب قد تكون هرمونية أو تتعلق بطبيعة المواد التي يتعرضن لها بشكل يومي.
وأكدت مديرة الأبحاث في جمعية الربو والرئة البريطانية، سامانثا ووك، على أهمية مواصلة البحث العلمي في هذا المجال قائلة: “نعلم أن النساء يعانين من الربو بصورة أشد من الرجال، لكننا بحاجة لفهم كيفية حماية صحتهن بشكل أفضل”.
وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “البيئة الدولية”، واعتُبرت من قبل الأوساط الطبية خطوة مهمة نحو تقييم المخاطر الصحية المرتبطة بمنتجات العناية الشخصية والمكياج المنتشرة على نطاق واسع.
