رئيس مدغشقر يفر خارج البلاد بعد تمرد عسكري

دخلت مدغشقر مرحلة جديدة من الاضطراب السياسي بعد إعلان رئيسها أندري راجولينا مغادرة البلاد خوفا على حياته، عقب تمرد وحدة عسكرية نخبوية تُعرف باسم “كابسـات”، دون أن يعلن استقالته رسميا. وجاء ذلك في خطاب مصور بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسط تصاعد الغضب الشعبي ضد حكومته.
الاحتجاجات التي أشعلها جيل زد بسبب الانقطاعات المتكررة في الماء والكهرباء، تحولت إلى حركة سياسية تطالب برحيل الرئيس وحكومته. ومع انضمام الوحدة العسكرية إلى صفوف المتظاهرين ومطالبتها بتنحي الرئيس وبعض الوزراء، بدا المشهد وكأنه انقلاب مكتمل الملامح، خصوصا بعدما أعلنت القوات سيطرتها على مواقع عسكرية رئيسية ودعمها “للشعب الغاضب”.
وشهدت العاصمة تبادلا محدودا لإطلاق النار أسفر عن مقتل جندي، بينما أفادت الأمم المتحدة بسقوط 22 قتيلا وعشرات الجرحى، في حين شككت الحكومة في هذه الحصيلة. السفارة الأميركية حذرت رعاياها ودعتهم إلى البقاء في منازلهم، فيما طالب الاتحاد الإفريقي جميع الأطراف بضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى الفوضى.
في خطابه، دعا راجولينا إلى حوار وطني واحترام الدستور، لكنه لم يحدد مكان وجوده، بينما أشارت مصادر إعلامية إلى أنه غادر على متن طائرة عسكرية فرنسية نحو وجهة غير معلنة.
مدغشقر، التي لم تعرف الاستقرار السياسي منذ استقلالها سنة 1960، تجد نفسها مجددا أمام أزمة شبيهة بتلك التي أوصلت راجولينا نفسه إلى الحكم سنة 2009 بعد انقلاب عسكري، قبل أن يُعاد انتخابه في 2023 وسط مقاطعة واسعة من المعارضة




