جرائم بطابع سينمائي.. حين تتحول الشوارع المغربية إلى مشاهد درامية

حادثة اختطاف شاب من وسط حفل زفاف بسيدي سليمان، من طرف عصابة انتحلت صفة عناصر أمن وطالبت بفدية مالية، تعيد الى الواجهة سؤالا مقلقا حول التحولات التي تعرفها الجريمة في المغرب. فالمشهد، كما أوردته جريدة الصباح، يكاد يكون مقتبسا من سيناريو فيلم أكشن، حيث المهاجمون يرتدون سترات عاكسة توحي بانتمائهم لسلك الدرك الملكي، ويقتحمون حفلا أمام أنظار الحاضرين قبل أن يختفوا ومعهم الضحية.
هذه الواقعة ليست مجرد حدث معزول، بل تعكس ظاهرة أوسع تتمثل في تزايد الجرائم التي تحمل طابعا احترافيا أو سينمائيا، سواء في طريقة التنفيذ أو في التخطيط المسبق. الأمر يثير أسئلة عميقة: هل نحن أمام تطور نوعي في عالم الجريمة المنظمة بالمغرب؟ أم أن شبكات معينة باتت تستلهم أساليبها من الأفلام والقصص الإجرامية العالمية؟
من الناحية الاجتماعية، يمكن قراءة هذه الظواهر كنتاج لمزيج من العوامل:
تأثير الإعلام والسينما: حيث تزرع بعض الأعمال الدرامية والإجرامية أفكارا وأساليب في أذهان الفاعلين الإجراميين.
الأزمات الاقتصادية والاجتماعية: التي تدفع بعض الأفراد نحو المغامرة الإجرامية بحثا عن الربح السريع.
ضعف الوازع القيمي: وتآكل الروابط الاجتماعية التقليدية التي كانت تردع الانحراف.
أما من الناحية الأمنية، فإن تكرار هذه الأحداث يستدعي تطوير أساليب الرصد والتدخل، وتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع، إضافة الى ضرورة سن عقوبات صارمة على منتحلي الصفة، لما لذلك من خطر مباشر على ثقة المواطنين في المؤسسات.
وفي النهاية، يظل السؤال معلقا: إذا كانت الجريمة في المغرب تتطور لتأخذ أشكالا مسرحية وسينمائية، فهل نحن مستعدون، كمجتمع ودولة، لمواجهتها بالوعي المجتمعي واليقظة الأمنية قبل أن تتحول من مشاهد صادمة الى واقع مألوف؟




