صفرو

أزمة الماء بإقليم صفرو تتفاقم وسط مطالب السكان بتدخل عاجل

صفرو – يعيش عدد من جماعات إقليم صفرو، خلال الأشهر الأخيرة، على وقع أزمة خانقة في التزود بالماء الصالح للشرب، وسط تزايد احتجاجات السكان وتراكم مظاهر الخصاص المائي التي تهدد الاستقرار الاجتماعي والبيئي في المنطقة.

ففي دوار فرحة بجماعة أيت السبع الجروف، يواجه السكان منذ أسابيع تسربًا خطيرًا لمياه الصرف الصحي إلى الحقول والمجاري الطبيعية، مما تسبّب في تلوث المزروعات وتهديد مباشر لصحة الساكنة، وفق ما أكدته شهادات محلية تم تداولها في 20 ماي 2025. وتطالب الساكنة بتدخل عاجل من السلطات الإقليمية لوضع حد لهذا الوضع البيئي الكارثي.

من جهة أخرى، تعرف جماعات مثل المنزل وأولاد أمكودو، منذ أشهر، انقطاعات متكررة لمياه الشرب، خاصة خلال فترات الذروة الصيفية. ورغم إطلاق مشروع حفر ثقب مائي استكشافي في مطلع السنة الجارية، إلا أن نتائجه لم ترق بعد إلى تطلعات السكان، في ظل تزايد الطلب على الماء وتراجع التساقطات المطرية.

وتعود جذور الأزمة إلى استنزاف الموارد الجوفية، وتدهور البنية التحتية للماء، وضعف الاستثمارات المحلية في مجال التدبير الهيدرولوجي. كما زاد من حدة الوضع إصدار قرارات إدارية تقضي بمنع حفر أو تعميق الآبار دون ترخيص، ما دفع بالعشرات من المواطنين إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام دائرة صفرو بتاريخ 30 يناير 2025، للمطالبة برفع القيود وتوفير حلول بديلة.

ورغم رصد ميزانيات وطنية لدعم مشاريع التزود بالماء في مناطق الهشاشة، إلا أن الساكنة تؤكد أن وتيرة الإنجاز بطيئة، والتواصل مع الجهات المعنية منعدم، ما يكرّس أزمة الثقة ويدفع نحو احتقان اجتماعي متنامٍ في أوساط الفلاحين والساكنة القروية.

وتطرح هذه الوضعية أسئلة ملحة حول جدوى المخططات الجهوية للماء، وضرورة إشراك الساكنة في تتبع تنفيذ البرامج، وتعزيز العدالة المائية في الأقاليم المتضررة مثل صفرو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى