يشهد القطاع الصحي بإقليم صفرو حالة احتقان متزايدة في صفوف الشغيلة الصحية، بعد تنفيذ المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وقفة احتجاجية وُصفت بـ“الوازنة”، جاءت في سياق الدفاع عن المكتسبات المهنية ورفض سياسة اللامبالاة التي تنهجها الوزارة الوصية تجاه ملفات الأطر الصحية.
الوقفة التي جاءت استجابة للبرنامج النضالي التصعيدي للتنسيق الوطني، كانت مناسبة للتذكير بالوضع المتردي الذي يعيشه القطاع بالإقليم، من غياب تخصصات طبية أساسية، مروراً بإقصاء صفرو بشكل كامل من تعيينات الأطباء الاختصاصيين التي شملت 543 طبيباً، وصولاً إلى نقص المعدات والأدوية، وتعثر إطلاق المستشفى الإقليمي الجديد.
لكن أكثر ما فجّر الغضب، وفق ما أكدته النقابة، هو الطريقة “المزاجية” التي تم بها توزيع تعويضات التنقل، وهي الاعتمادات الوحيدة التي وصلت للإقليم، بعدما استغل مسؤول عُيّن قبل شهرين فقط منصبه بالنيابة لتمرير هذا التعويض وفق اعتبارات شخصية، في وقت تعرض فيه موظفون تنقلوا فعلياً، في ظروف مناخية قاسية، إلى إقصاء غير مبرر.
وتشير النقابة إلى أن الأطر الصحية، من منشطي البرامج الصحية، والشغيلة بالمراكز القروية، والفرق التقنية والإدارية، والسائقين، كانوا يتنقلون ليل نهار، في عز الحر والبرد، لتنزيل برامج الرعاية، وتتبع أوراش إعادة تهيئة المراكز الصحية، وتوفير المستلزمات الطبية للمناطق النائية… غير أن التعويضات ذهبت لغير مستحقيها، دون مراعاة أي معايير موضوعية.
وتوصل المكتب الإقليمي، حسب بيانه، بسيل من المراسلات من موظفين متضررين وصفوا العملية بأنها “محاولة لزرع الفتنة داخل الإدارة”، متسائلين عن طبيعة “التنقل” الذي يُعوَّض عنه، في حين لم يقم المسؤول المعني حتى بزيارة المراكز الصحية خلال تدشين أربع مؤسسات جديدة، مكتفياً – حسب تعبير النقابة – بتنقلات “لا علاقة لها بالمصلحة العامة”.
ورداً على هذا الوضع، أعلنت النقابة مقاطعتها لاجتماع توزيع مناصب الممرضين وتقنيي الصحة، معتبرة ذلك خطوة أولى لوقف مسلسل “العبث الإداري” الذي يعيشه الإقليم. كما حذرت من أن المرحلة المقبلة ستعرف خطوات نضالية غير مسبوقة ما لم يتم إنصاف المتضررين وتصحيح الاختلالات القائمة.
وختمت النقابة بيانها بدعوة كافة المناضلات والمناضلين إلى رص الصفوف والاستعداد لجولات جديدة من النضال، دفاعاً عن الكرامة المهنية، وعن الحق في قطاع صحي منصف وشفاف يخدم المواطن قبل أي اعتبار آخر.
