الرياضهالمغرب

كلمة باتريس موتسيبي في الرباط تؤكد ريادة المغرب وتطلعات افريقيا نحو المجد العالمي

عرف حفل تكريم نجوم القارة في الرباط لحظة خاصة مع الكلمة التي القاها رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي، والتي حملت رسائل واضحة تعكس حجم التحول الذي تعرفه كرة القدم الافريقية في السنوات الاخيرة، مع ابراز الدور المحوري للمغرب في هذا المسار. فالمناسبة لم تكن مجرد احتفاء سنوي باللاعبين والمنتخبات، بل محطة لابراز رؤية افريقية جديدة تستند الى الاستثمار، والتنمية، والوحدة.

موتسيبي وضع المغرب في قلب هذا التحول، سواء من خلال الثناء على الاشعاع الذي حققته المنتخبات الوطنية في السنوات الاخيرة، او عبر التنويه بالعمل الاستراتيجي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. واعتبر ان البنيات التحتية، والمدارس الكروية، والمشاريع الكبرى التي تبناها المغرب جعلته مرجعا قاريا في التنظيم والتكوين، وهو ما انعكس مباشرة على نتائج المنتخب ومختلف الفئات السنية.

التوقف عند الانجازات المغربية لم يكن عرضيا، اذ اشار رئيس الكاف الى الصعود اللافت لمنتخب اقل من عشرين سنة وتتويجه بالنجاح العالمي، معتبرا ان هذا النموذج يعكس اهمية الاستثمار في الشباب. ومن خلال ذلك، وجه رسالة الى باقي الاتحادات بضرورة دعم المواهب وتوفير الظروف المناسبة لها، باعتبارها الرصيد الحقيقي لمستقبل كرة القدم الافريقية.

كما حملت كلمة موتسيبي بعدا وحدويا مهما، حيث شدد على ان كرة القدم قادرة على جمع الشعوب الافريقية، وتجاوز الاختلافات العرقية والثقافية والدينية. وفي لحظة اعادت التذكير بالعمق الانساني لكرة القدم، اكد ان القارة تزخر بمواهب ضخمة تستحق مساحة اكبر على الصعيد العالمي، داعيا الى مضاعفة الجهود من اجل منح اللاعبين الافارقة المكانة التي يستحقونها.

ورغم الطابع الاحتفالي للحفل، لم يغب الطموح عن كلمة رئيس الكاف، حيث رسم افقا جديدا للكرة الافريقية، يقوم على الحضور القوي في كأس العالم، والوصول الى الادوار المتقدمة، بل والبحث عن التتويج باللقب العالمي. واستحضر في هذا السياق الانجاز التاريخي للمغرب في قطر 2022، باعتباره مرجعا لامكانات القارة وقدرتها على صنع المفاجأة.

وفي المجمل، جاءت كلمة موتسيبي لتؤكد ان الرباط لم تكن فقط مركزا لحفل تتويج، بل منصة لاعلان مرحلة جديدة في مسار الكرة الافريقية، مرحلة تقوم على التقدير، والطموح، والوحدة، مع المغرب في مقدمة الدول التي تقود هذا التحول وتمنحه بعده العملي والرمزي في آن واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى