المغرب

التعريجة والبندير.. مسار الانجازات على طريقة اخنوش

مراكش لم تعد مدينة الحمراء فقط، بل صارت مسرحا لفرجة سياسية هجينة، حيث اختار حزب التجمع الوطني للاحرار ان يحول لقاءه الحزبي الى عرض فولكلوري يجمع بين “الطعريجة” و”البندير”، في محاولة بائسة لتزيين ما سمي بمسار الانجازات.

اللقاء الذي يفترض ان يكون مناسبة لمكاشفة المواطن حول حصيلة حكومة اخنوش، تحول الى سهرة شبيهة بالاعراس الشعبية، حيث تصدرت الاصوات الايقاعية المشهد بدل الارقام والبرامج والالتزامات. وكأن الحزب يريد اقناع الناس ان الازمة المعيشية يمكن ان تحل برقصة على انغام “البندير”، وان الغلاء الفاحش سيختفي مع دقات “التعريجة”.

المثير ان هذا المشهد لم يأت في فراغ، بل في سياق اجتماعي يطغى عليه الغضب والاحتقان بسبب غلاء الاسعار وضعف الخدمات الاساسية، ومع ذلك يصر حزب اخنوش على الاستثمار في الفلكلور بدل مواجهة الحقائق. فبدل ان يجلس قادة الحزب لتقديم ارقام دقيقة حول التشغيل والصحة والتعليم، يفضلون الاختباء وراء رقصات فولكلورية وترديد شعارات لا تعكس سوى عجزهم السياسي.

الرسالة التي تصل المواطن من قلب مراكش واضحة: لا حديث عن انجازات، بل عن مشاهد عبثية، حيث يتم استدعاء “الطعريجة” كغطاء للفراغ، و”البندير” كأداة لتسويق الوهم. وهكذا يكرس الحزب صورة نمطية خطيرة، مفادها ان السياسة مجرد فرجة للضحك والرقص، وليست مسؤولية ترتبط بحياة الناس ومعاناتهم اليومية.

المغاربة الذين ينتظرون حلولا لمشاكلهم في الصحة والتعليم والشغل، سيجدون امامهم حكومة توزع الوعود في النهار وتوزع الرقصات في الليل. وهنا يكمن التناقض الكبير: مسار الانجازات لا يمر عبر الطبول، بل عبر القرارات الجريئة والسياسات الواقعية.

لقاء مراكش كشف المستور، فقد بدا الحزب عاجزا عن اقناع حتى مناصريه بخطابه السياسي، فلجأ الى الفلكلور كوسيلة للهروب الى الامام. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: الى متى سيظل حزب اخنوش يواجه ازمات البلاد بالرقص على وقع “الطعريجة” و”البندير”، بينما المواطن البسيط يئن تحت ثقل الغلاء وانسداد الافق؟
ويبقى المثير في الأمر لمذا لم يقم اخنوش بعرض الإنجازات في أكادير مثلما غنى “مهبول انا وغادي فلوتوروت” الأغنية التي قادت الصحة بأكادير إلى الموت ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى