المغرب

حين يلتقي الحاج نبيل باللادينية مايسة… الكوميديا السياسية في أبهى صورها!

يبدو أن السياسة في هذا البلد لم تعد تحتاج إلى برامج انتخابية، بقدر ما تحتاج إلى مسرحيات جماهيرية. الحاج نبيل بن عبد الله، شيخ اليسار وراهب الاشتراكية، فتح ذراعيه ليحتضن مايسة سلامة الناجي، أيقونة اللادينية ونجمة “تيك توك” الفكرية. هنا، حيث يلتقي الجد بالهزل، والصرامة اليسارية برقصة “ريلز” عابرة، يحق لنا أن نسأل: ماذا سيولد من زواج المأساة بالملهاة؟لم يخطئ قائد الاتحاد السوفياتي فلاديمير لينين عندما خاطب احدى مناضلات حزبه كلارا زيتكين بالمانيا “ان شبيبتنا اصبحت مستكلبة بالمعني الحرفي للكلمة”

هل حزب التقدم والاشتراكية بلغ من الضعف درجة صار فيها يبحث عن “جبهة أمامية” تلتقط “اللايكات” وجبهة خلفية تحرسه من “الكومونتيرات السامة”؟ ربما. لكن لا بأس، فالحزب يحتاج فعلا إلى رأس حربة… ولم لا يكون ذاك الرأس هو طوطو نفسه؟ تخيلوا معي: طوطو في مهرجان خطابي، يلهب الحشود بشعاراته الغنائية، بينما يطل عصفور الأقحوان بتغريداته العاطفية ليواسي الجماهير في الليالي المظلمة، ويتكفل الكركري بإزالة كل هم عبر بعض حركاته الروحية. أليس هذا هو الحلم الديمقراطي الحقيقي؟

لكن… هناك مشكل صغير: ماذا عن عبد الإله بن كيران؟ الرجل معروف عنه أنه “ما كيتفاكش”. فإذا التقى بمايسة على منصة واحدة، قد تنفجر القاعة قبل أن يبدأ النقاش. نصيحة مجانية للحاج نبيل: أبعد مايسة عن بنكيران، فالإخوان لا يحبون ان يكونو في مؤخرة المشهد السياسي، ومايسة صنعت جماهيرها بالـ“فلترات” والـ“ستوريات”،و تحب ان تكون في المقدمة تاركة الكل خلفها،

وما لا يعرفه الكثيرون هو أن بنكيران صرف سنوات طويلة يحاول يهدي الحاج نبيل، يقنعه بالصلاة فالصف اللول، ويجره من ذراعه حتى انه اقنعه بالذهاب للحج، ظنا منه انه هذاه للطريق القويم. لكن كل تلك المجهودات تبخرت في ثواني، عندما اخذ نبيل مقدمة ابن خلدون وبدأ يقراها بحماس وتمعن . فجأة، اكتشف أن الإيديولوجيا ليس قرآن منزل، وأن الخلفيات الفكرية مثل عجين المسمن: قابلة للعجن، للطوي، وللتسخين من جديد. هنا قال مع راسو: “واش غادي نبقى حابس حياتي فالماضي، ولا نركب موجة المستقبل ونجيب حتى أنا معايا مؤثرين وفلاتر؟”

يبقى السؤال الأخطر: إذا لم يصوت المسلمون على مايسة، فهل يعقل أن يقودهم شخص غير مؤمن؟ ربما سنشهد حينها أول حملة انتخابية تعتمد على “المؤثرين” بدل “المؤمنين”.فكيف سيقنع نبيل بن عبد الله المسلمين بالتصويت على لادينية ام أنه خطط لهذا مسبقا ورتب زيارة عمرة لمايسة في المملكة العربية السعودية و اضن أن هذا الخيار هو الأمثل لأنها قد تعود بالنفع على الحزب وفتح علاقات شراكة مع المستثمرين السعوديين

وفي النهاية، يا سي نبيل، مايسة ليست سوى البداية. الكارثة قادمة، وأنت تعرف… لا تقل لنا غدا: “معلمتوني” لكن ان اصبحت من انصار الديمقراطية عبر البث المباشر فذلك كلام اخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى