شهد حي العرفان 1 بمدينة طنجة صباح الجمعة واقعة صادمة أعادت النقاش حول تفشي الانحلال الأخلاقي وضعف منظومة القيم في المجتمع. فقد أقدم شاب في مقتبل العمر على الاعتداء بشكل وحشي على فتاة كانت ترافقه داخل شقة قبل أن ينهي المشهد بمحاولة انتحار مروعة.
تفاصيل الحادث تفيد أن الشاب البالغ حوالي 25 سنة، كان رفقة الفتاة في حالة غير طبيعية بفعل السكر والمخدرات، ليدخل معها في خلاف تطور إلى قيامه بتوجيه طعنات خطيرة أصابتها بجروح متفاوتة. دقائق قليلة بعد ذلك ألقى بنفسه من الطابق الثالث، ليصاب بجروح بالغة الخطورة نقل إثرها إلى المستشفى في وضع صحي حرج. أما الفتاة فقد أصيبت بجروح وصفت بالخفيفة، وجرى نقلها لتلقي العلاجات الضرورية.
الحادث خلف حالة استنفار واسعة في محيط الشقة، حيث حلت المصالح الأمنية بكثافة وفتحت تحقيقا عاجلا تحت إشراف النيابة العامة، من أجل الكشف عن ملابسات الواقعة.
غير أن هذا الحادث لا يمكن قراءته كواقعة جنائية معزولة فقط، بل كجرس إنذار بشأن ظواهر اجتماعية آخذة في الاتساع: ضعف القيم، تفشي مظاهر الانحلال الأخلاقي، انتشار استهلاك الكحول والمخدرات بين الشباب، وتحول العلاقات إلى ساحات نزاع وعنف. كلها مؤشرات تؤكد الحاجة إلى تدخل تربوي ومجتمعي عاجل يعيد الاعتبار للأخلاق ويحصن فئة الشباب من الانزلاق نحو مآلات خطيرة.
إن ما جرى في طنجة يكشف بوضوح أن الخطر لم يعد في السلوك الفردي فحسب، بل في الفراغ القيمي الذي يفتح الباب أمام مآسي مأساوية تهدد الأسر والمجتمع بأكمله.
