المغربصفرو

صفرو مدينة خارج الحسابات التنموية

تعيش مدينة صفرو وضعا صعبا يعكس حالة من التهميش وغياب الرؤية التنموية الواضحة. فالبنية التحتية متآكلة، والمرافق العمومية غائبة أو عاجزة عن أداء أدوارها، ما جعل الساكنة تشعر بأن مدينتهم خارج حسابات التنمية.

في مجال الرياضة، لا وجود لملاعب قريبة تستجيب لتطلعات الشباب، وهو ما يحد من طاقاتهم ويغذي مظاهر الفراغ والبطالة. أما المستشفى المحلي، فيوصف من طرف الساكنة بأنه لا يصلح سوى كمستودع للأموات، في ظل غياب الأطر الطبية وضعف الخدمات الصحية.

الطرقات بدورها تعاني من التهالك، بينما تحولت البالوعات المرتفعة إلى بديل لإشارات المرور، مسببة حوادث متكررة. ومع غياب نظام نقل عام ومدرسي فعال، يجد المواطنون والطلبة أنفسهم في معاناة يومية للتنقل داخل وخارج المدينة. وزادت الكلاب الضالة التي تملأ الشوارع من الإحساس بانعدام الأمن واللامبالاة.

على المستوى القروي، تبقى التنمية مجرد شعارات على الورق، بينما يواجه الفقراء صعوبة في استكمال الدراسة بسبب ضعف الإمكانيات. كما أن عددا من المرافق العمومية مغلقة أو مهجورة، وشبكات الأنترنت تعاني من بطء شديد، ما يفاقم العزلة الرقمية للمدينة.

الفضاءات العمومية بدورها تعرف فوضى، فالكراسي المترامية للمقاهي تحتل الأرصفة وتقطع الطريق أمام المارة. أما الشلال، الذي يمثل الوجهة السياحية الأبرز في صفرو، فقد تحول إلى فضاء مؤدى عنه، حيث يجد الزوار أنفسهم مضطرين للدفع للجلوس قربه، في غياب رؤية واضحة لتنظيم القطاع السياحي.

كل هذه المظاهر ترسم صورة قاتمة عن مدينة غنية بتاريخها ومؤهلاتها، لكنها محرومة من أبسط شروط العيش الكريم، ما يجعل ساكنتها تتساءل عن موقع صفرو في أجندة التنمية الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى