الهوية الثقافية للصحراء المغربية بين اصالة التراث وزيف دعاة الانفصال

الصحراء ليست مجرد امتداد جغرافي في اقصى الجنوب، بل هي روح متجذرة في الهوية المغربية الجامعة. فهي ارض البيعة والوفاء، ارض القوافل التي عبرت التاريخ حاملة العلم والتجارة والروح الدينية، وجسرا يربط المغرب بعمقه الافريقي. عبر قرون طويلة ظلت القبائل الصحراوية تعلن ولاءها لملوك المغرب، وتؤكد مكانتها كجزء اصيل من الوطن الكبير.
تراث الصحراء يترجم هذا الانتماء. اللغة الحسانية امتداد للسان العربي المغربي، تحمله نغمة محلية تضفي تنوعا لا ينفي الوحدة. العادات والتقاليد من لباس واحتفالات واعراف، تنسجم مع باقي جهات المغرب، مع خصوصيات تغني المشهد الثقافي بدل ان تعزله. لا فرق بين عيطة الشاوية واغاني الملحون وبين اشعار الحسانية في جوهرها، كلها تعبير عن مغرب متعدد ومتكامل.
في المقابل، يروج دعاة الانفصال لخطاب واه، يحاول اقتطاع الصحراء من جذورها. يستعملون شعارات سياسية لا تجد سندا تاريخيا ولا ثقافيا. لم يعرف المجتمع الصحراوي يوما كيانا منفصلا عن المغرب، بل عاش دائما في ظل الدولة المغربية الموحدة. ما يقدمونه اليوم لا يتجاوز دعاية ممولة تستغل معاناة بعض الابرياء في مخيمات معزولة.
الفارق بين مشروع الوحدة ومشروع الانفصال واضح: المغرب استثمر في تنمية مدن العيون والداخلة وبنى الطرق والموانئ والمطارات، وجعل من الصحراء ورشا مفتوحا للتنمية والازدهار. بينما لم يقدم دعاة الانفصال سوى الوهم، وحولوا المخيمات الى سجن مفتوح، رهينة لاجندات خارجية.
الصحراء المغربية اليوم ليست قضية حدود فقط، بل قضية هوية وانتماء. هي جزء من جسد الوطن وروحه، هوية راسخة يشهد عليها التاريخ وتؤكدها الجغرافيا وتكرسها التنمية على الارض. دعاة الانفصال مهما رفعوا من شعارات سيظلون خارج سياق الحقيقة. فالحقيقة التي لا تزول هي ان الصحراء مغربية، وهوية ابنائها مغربية، ومستقبلها مع المغرب لا محالة.




