العالمالمغرب

لوموند: عاهرة تحاضر في الشرف

أليس الأولى بجريدة تدعي الموضوعية والمصداقية أن تكتب عن مأساة غزة، حيث تُقصف المستشفيات وتدفن العائلات تحت الأنقاض، بدل أن تختلق روايات مشبوهة عن المغرب وملكه؟ أليس الأجدر بـ لوموند أن تفتح ملفات العنصرية التي يواجهها الأفارقة والعرب في شوارع أوروبا، حيث يتعرضون للإهانات والاعتداءات يوميا، بدل أن تتقمص دور الوصي الأخلاقي على بلد يبعد عنها آلاف الكيلومترات؟

جريدة لوموند اختارت الأسهل: مهاجمة المغرب. تجاهلت عن عمد الجرائم التي ترتكب في فلسطين، وصمتت عن أصوات الملايين المطالبة بالحرية، وأدارت ظهرها لضحايا العنصرية في باريس وبروكسيل وبرلين. الصحيفة التي تتغنى بحرية التعبير لا تجد الجرأة على تسمية القاتل في غزة، لكنها تتفنن في تشويه بلد عربي إفريقي يثبت يوما بعد يوم استقلالية قراره ونموذجه الخاص في التنمية والديمقراطية.

الأغرب أن لوموند تنسى أو تتناسى التاريخ الاستعماري الأسود لفرنسا: قرون من النهب والقتل والاغتصاب في إفريقيا وآسيا، ماض مثقل بالمجازر التي لم يحاسب عليها أحد. فهل يحق لوريثة هذا الإرث الدموي أن تحاضر في حقوق الإنسان والديمقراطية؟ وهل يحق لصحيفة تنتمي إلى مدرسة استعمارية قديمة أن تقدم نفسها كمرجعية أخلاقية؟

إن ما تكتبه لوموند ليس صحافة بل دعاية رخيصة. ليس تحقيقا بل كتيبا منسوخا لخدمة لوبيات فقدت نفوذها في إفريقيا وتريد الانتقام من المغرب لنجاحاته. إنها ببساطة عاهرة تحاضر في الشرف: تخفي وجهها القبيح بأقنعة الشفافية، بينما سجلها مثقل بالكذب والفضائح والتواطؤ مع مصالح استعمارية لم تنته بعد.

المغاربة يدركون أن هذه الحملات لا تزيدهم إلا وحدة وتماسكا خلف ملكهم ومؤسساتهم. ويدركون أن المعركة الحقيقية ليست مع صحيفة فقدت مصداقيتها، بل مع العقلية التي ما زالت ترى إفريقيا حقلا للنهب والاستغلال. لذلك، فإن كل مقال مزور في لوموند لن يغير من حقيقة أن المغرب لم يعد في قبضة فرنسا، بينما هي غارقة في دماء افريقيا وصراعاتها التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى