
بينما كانت قمة تيكاد الثامنة في تونس مسرحا لمسرحية هزلية بطلها نظام قيس سعيد الذي فرش السجاد الأحمر لعصابة البوليزاريو بتعليمات من جنرالات الجزائر، فإن المشهد في طوكيو مختلف تماما. اليابان دولة مؤسسات وقانون، لا تبيع بروتوكولها ولا تسمح بتحويل مؤتمراتها إلى منصات دعاية لكيان وهمي لا وجود له في الأمم المتحدة.
الجزائر التي تعيش على هوس معاداة المغرب تحاول اليوم إعادة نفس اللعبة القذرة، عبر تنشيط دبلوماسيتها في اليابان وتعيين سفير جديد هناك أملا في تمرير وفد العصابة إلى قاعة القمة. لكن هذه المرة الحسابات خاطئة. اليابان ليست ملعبا مفتوحا للصفقات الخلفية ولا منصة للابتزاز السياسي، وهي التي أكدت مرارا أنها لا تعترف بالكيان الانفصالي ولا تسمح له بالمشاركة في تيكاد.
ولعل الجميع يتذكر الفضيحة التي ارتكبتها الجزائر في أحد الاجتماعات التحضيرية السابقة، حين زورت جوازات سفر لأعضاء من عصابة البوليزاريو وقدمتهم على أنهم ضمن وفدها الرسمي في محاولة فاشلة لاختراق القاعة. يومها تدخلت السلطات اليابانية بسرعة وأوقفت المهزلة، مؤكدة أن هذه الأساليب لا مكان لها في مؤتمراتها.
محاولة التسلل عبر تزوير الجوازات أو التمويه بالوفود المرافقة لن تنطلي على طوكيو. هذه ليست تونس التي فتحت أبوابها بإشارة هاتف من الجزائر، بل دولة تعرف كيف تحمي صورتها الدولية وتفرض احترام قواعدها. أي محاولة من هذا النوع ستجد أمامها جدارا يابانيا من الرفض والصرامة، ولن تجد العصابة سوى أبواب مغلقة وصفعة دبلوماسية جديدة تضاف إلى سجلها الأسود.
قمة تيكاد التاسعة ستكون عنوانا للجدية والانضباط، وليس مسرحا لمرتزقة يسعون لسرقة الأضواء عبر أساليب المكر والخداع. والجزائر، إن كانت تراهن على اختراق الموقف الياباني، فعليها أن تستعد لخيبة جديدة، لأن طوكيو لا تشتغل بمنطق الرشاوى ولا تتعامل بمنطق العرابة.




