جنوب افريقيا تراهن على رئيس يراهن على امريكا لحمايته من روسيا

في مشهد سياسي اقرب الى لعبة الكراسي الموسيقية، يجد رئيس جنوب افريقيا نفسه يعانق اوهام الوساطة مع رئيس اوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، الرجل الذي جعل من طلب الحماية من امريكا استراتيجية دفاعية، ومن الرهان على الغرب سياسة خارجية.
بينما يتحدثان عن انهاء النزاع وتوسيع قنوات الحوار، يعرف الجميع ان الحوار الحقيقي يجري في واشنطن وبروكسل، وان القرارات الكبرى لا تخرج من كييف الا بعد ختمها في البيت الابيض. ومع ذلك، تحاول بريتوريا ان تقدم نفسها كصوت الحكمة الافريقي، رغم ان نفوذها في الملف الاوكراني لا يتجاوز نفوذ المراقب في مدرجات الملعب.
المفارقة ان جنوب افريقيا، التي تدعي الحياد وتنتقد الهيمنة الغربية، تمد يدها اليوم لرئيس مرتبط سياسيا وامنيا بالغرب حتى النخاع. وكأنها تراهن على حصان يعرف الجميع انه يركض وفق صفارة التحكيم الامريكي، بينما الدب الروسي يراقب المشهد بابتسامة باردة، مدركا ان هذه المفاوضات ليست سوى جولة علاقات عامة بلا اوراق ضغط حقيقية.
في النهاية، يبدو ان الرهان هنا ليس على انهاء الحرب، بل على تسجيل حضور في صورة بروتوكولية، حتى لو كان اللاعب الاساسي في المشهد مجرد رهينة سياسية في لعبة امم معقدة.