الصين تراهن على قطارات كبار السن لتنشيط السياحة ودعم الاقتصاد الفضي

تتجه الصين بخطى متسارعة نحو تطوير قطاع جديد من السياحة موجه حصريا لفئة كبار السن، عبر إطلاق قطارات سياحية مصممة خصيصا لتلبية احتياجاتهم الصحية والترفيهية والنفسية.
هذه القطارات وجدت إقبالا متزايدا بفضل بيئتها المريحة وبرامجها المرنة، حيث تم تكييف جداول الرحلات وتعديل المرافق بما يتناسب مع متطلبات المسنين، الذين يشكلون شريحة متنامية داخل المجتمع الصيني.
التجربة لا تقتصر فقط على توفير الراحة الجسدية، بل تمتد إلى دمج أنشطة ترفيهية وثقافية ومسابقات تصوير على متن القطارات، ما يمنح الركاب تجربة متكاملة تسهم في تحسين جودة رحلاتهم وشعورهم بالحيوية والانتماء.
وتشير الإحصائيات إلى أن شركة تابعة للمجموعة الوطنية الصينية للسكك الحديدية قامت بتشغيل أكثر من 1800 قطار موجه لكبار السن خلال العام الماضي، استفاد منها ما يزيد عن عشرة ملايين راكب.
من جهتها، تعمل شركة شينغانغ على تشغيل ما يزيد عن 400 قطار سياحي في أكثر من أربعين مدينة داخل الصين وخارجها، حيث تم تسجيل نحو 150 ألف رحلة حتى الآن، ما يعكس تزايد الطلب على هذا النوع من السياحة.
ويرى المراقبون أن القطارات الموجهة لكبار السن تحولت من وسيلة نقل إلى محرك اقتصادي جديد ضمن ما يسمى بالاقتصاد الفضي، وهو مصطلح يشير إلى الاستهلاك المتزايد من قبل الفئات العمرية المتقدمة.
وقدرت الأكاديمية الصينية للسياحة أن يصل عدد كبار السن المسافرين إلى أكثر من 100 مليون شخص بحلول نهاية العام الجاري، مع توقعات بتجاوز عائدات هذه الرحلات السياحية المليارات، خاصة في مناطق مثل يوننان وقويتشو.
وفي خطوة مستقبلية، تخطط المجموعة الوطنية للسكك الحديدية لإنشاء أزيد من 100 مسار سياحي موجه للمسنين بحلول 2027، مع تجهيز 160 مجموعة قطارات خاصة، يتوقع أن يرتفع عددها لاحقا إلى ما يفوق 2500 قطار.
هذه الاستراتيجية لا تعكس فقط استثمارا في البنية التحتية، بل تترجم وعيا متزايدا لدى السلطات الصينية بأهمية إدماج المسنين في الدورة السياحية والاقتصادية، ما يعزز التنمية المستدامة ويرسخ مكانة الصين كوجهة رائدة في السياحة الموجهة.