العالمالمغرب

عزيز الرباح يدعو الشباب إلى المشاركة السياسية ويرفض اختزال الأحزاب في مرجعياتها

في خرجة جديدة ضمن برنامج حواري، وجه الوزير السابق عزيز الرباح دعوة صريحة إلى الشباب المغربي من اجل الانخراط الفاعل في الحياة السياسية، مؤكدا ان مستقبل البلاد لا يمكن ان يبنى الا بمشاركة واسعة ومسؤولة من الجيل الصاعد، بعيدا عن منطق التهميش والعزوف

الرباح شدد على ان منطق الكفاءة والنزاهة يجب ان يكون هو المحدد الاساس في تقلد مناصب المسؤولية، لا المرجعيات الاديولوجية التي اعتبرها عامل تنوع لا مبرر لجعلها معيارا للاقصاء او التصنيف، مضيفا ان المغرب يحتاج الى طاقات صادقة ومؤهلة، قادرة على تقديم حلول واقعية لقضايا الصحة والتعليم والاقتصاد، لا الى مزايدات سياسية جوفاء

وردا على الاتهامات التي طالما وجهت الى حزب العدالة والتنمية بشأن استغلال الدين في السياسة، اعتبر الرباح ان هذه المزاعم لا تستند الى اي تحليل سياسي ناضج، لان المغاربة مسلمون بحكم التاريخ والهوية، ويعيشون في ظل امارة المؤمنين التي تضبط الشان الديني وتؤطره. واضاف ان المغرب ليس بحاجة الى حزب “يعلم الناس دينهم”، ومحاولة انتقاد الأحزاب عن طريق مرجعيتها واديولوجيتها هو قصور في الفهم السياسي ومحاولة بعيدة كل البعد عن أليات الصراع السياسي الحقيقي، لأن المشهد السياسي المغربي عرف تنوع في مرجعية الأحزاب السياسية تاريخيا منه اليساري والإسلامي والليبرالي والمستقل….بمعنى أن الحزب يجب أن يحاكم انطلاقا من أدائه وليس من مرجعيته

كما اشار الرباح الى ان جمعية المبادرة الوطن التي يرأسها، تبقى على مسافة واحدة من جميع الاحزاب السياسية، ولا تنحاز لأي طرف، لأن هدفها الاساسي هو خدمة الصالح العام ودعم الكفاءات الوطنية، بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة

وبنبرة شخصية، عبر الرباح عن اعتزازه بانتمائه السابق لحزب العدالة والتنمية، دون ان يخفي امتعاضه من ما وصفه بالهجمات الاعلامية الموجهة، التي طالت رموز الحزب، معتبرا أن الحزب تعامل معها بنضج، ولم يجر أحدا الى المحاكم او يلاحق الصحافة، عكس ما يقع اليوم، ماعدا حالة واحدة استهدفت شخصيته بشكل سيء، لكن تمت مسامحته في الأخير، لأن الغرض من الدعوة كان هو رجوع المخطئ إلى الصواب، وليس الهدف ابتزازه ماليا

كما لمح الرباح إلى أن المشهد الثقافي المغربي يعرف في الاونة الاخيرة نوعا من التردي، محذرا من محاولات لجر البلاد إلى مستنقع التفاهة، على حساب ثقافته العريقة وهويته الاصيلة التي تستمد قوتها من الاسلام ومن الرصيد الحضاري المغربي

وختم الرباح مداخلته بالتأكيد على ان المعيار الحقيقي لقياس الأحزاب ليس في المرجعية التي ترفعها، بل في قدرتها على الاستجابة لتطلعات المواطنين وتحقيق نتائج ملموسة، مشددا على أن خدمة الوطن يجب ان تكون أولوية تتجاوز كل الصراعات والمزايدات السياسية الرخيصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى