العالمالمغرب

ماء العينين لصفرو بريس: المغرب مارس ضبط النفس كثيرا… والرد الحازم على البوليساريو بات حقا مشروعا

أكد الدكتور سيدي علي ماء العينين، المتخصص في قضية الصحراء المغربية، أن فهم البنية السياسية والجغرافية للمنطقة يقتضي التمييز بين طبيعتها القانونية والواقعية. واعتبر أن ما يُعرف بالمنطقة العازلة ما هي إلا فراغ جغرافي تضعه الأمم المتحدة بين طرفي النزاع تفاديًا لأي تماس مباشر.

وأوضح أن المغرب، ورغم إدراكه أنه بتوقيعه على اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991 يتنازل عمليًا عن جزء من ترابه الوطني مؤقتًا، إلا أنه اختار الانخراط في العملية الأممية حفاظًا على أمن مواطنيه وتفاديًا لهجمات عصابة البوليساريو التي كانت تنفذ عملياتها انطلاقًا من تلك المنطقة.

وأضاف الدكتور ماء العينين أن المغرب نجح في تأمين حدوده الشرقية والجنوبية عبر الجدار الأمني، إلا أن الحدود مع موريتانيا ظلت مرنة نسبيًا بسبب الأهمية الاقتصادية والتجارية للمعبر الحدودي بين البلدين.

وأشار إلى أن عصابة البوليساريو، بدفع وتحريض من الجزائر، أقدمت سنة 2020 على عرقلة حركة السير التجارية عبر معبر الكركرات، مستهدفة بذلك الحافلات والشاحنات المتوجهة نحو العمق الإفريقي. لكن المغرب، في موقف حكيم، أعاد الأمور إلى نصابها بتدخل ميداني نزع العرقلة، وعزز ذلك بتنسيق أمني مع موريتانيا لضمان حماية مستمرة للمعبر.

وشدد ماء العينين على أن المغرب، رغم التزامه بالقوانين والاتفاقات الدولية، لم يجد بدًا من التدخل لتأمين المنطقة العازلة بعد أن أعلنت العصابة نفسها الخروج من اتفاق وقف إطلاق النار. وهذا ما منح المغرب كامل الحق في اتخاذ إجراءات ميدانية دفاعًا عن سيادته.

وبخصوص منطقة “المحبس”، أوضح أن ميليشيات البوليساريو تحاول التسلل إليها، خاصة من الجهة الموريتانية، تحت غطاء ما يُعرف بـ”منقبي الذهب”، في حين أنهم في الواقع ميليشيات عسكرية مدفوعة من الجزائر. ودعا المغرب إلى تأمين المنطقة بالكامل وإشعار موريتانيا والأمم المتحدة بأن أي اختراق للمنطقة العازلة سيقابل برد صارم يشمل القصف المباشر.

وأضاف أن الجزائر، التي باتت محاصرة دبلوماسيًا من جهات عدة بسبب اصطفافها غير المحسوب ضد المغرب، تدفع بميليشياتها إلى التورط في أنشطة عسكرية وإرهابية بالمنطقة، وهو ما يفرض على المغرب أن يسلح نفسه جيدًا في مواجهة نظام عسكري لا يؤمن بالمنطق ولا بالحوار.

وختم الدكتور ماء العينين تصريحه بالتأكيد على أن المغرب في صحرائه، يمارس سيادته بشكل طبيعي، ويحرص على تنمية الأقاليم الجنوبية اقتصاديًا واجتماعيًا، مع ضمان تمثيلية حقيقية للقبائل الصحراوية داخل مؤسسات الدولة. كما شدد على ضرورة مواصلة ضرب التيارات الإرهابية المتسللة من إفريقيا عبر البوليساريو، داعيًا كل من اصطفوا إلى جانب الكيان الوهمي إلى مراجعة مواقفهم والاندماج في مجتمعهم الوطني المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى