تشهد عدد من أحياء مدينة فاس خلال الأيام الأخيرة تدهورًا ملحوظًا في وضعية النظافة، مع انتشار مشاهد صادمة لأكوام من النفايات المنزلية المتراكمة حول الحاويات، وغياب شبه كلي لشاحنات الجمع. الوضع دفع الساكنة إلى إطلاق نداءات استغاثة عبر مواقع التواصل، مطالبة السلطات المحلية بالتدخل الفوري لمعالجة هذا الخلل البيئي الخطير.
المواطنون يشتكون من الروائح الكريهة، وانتشار الحشرات والكلاب الضالة، مما يحول الأزقة إلى بؤر تهدد الصحة العامة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. بعض الشهادات تربط الأزمة بإضرابات متكررة لعمال النظافة، فيما تشير أخرى إلى تقاعس الشركة المفوض لها القطاع عن الوفاء بالتزاماتها.
السلطات لم تصدر بعد أي بلاغ توضيحي، ما يساهم في تأجيج الغضب الشعبي، في حين بات سكان بعض الأحياء يلوّحون بخوض أشكال احتجاجية أمام المقاطعات. الأزمة تُسلط الضوء مجددًا على هشاشة تدبير قطاع النظافة الحضرية، وغياب الرقابة على الشركات المفوضة، وسط تساؤلات مشروعة حول الجدوى من استمرار عقود التدبير المفوض بهذه الصيغة.
