
تتسارع وتيرة الأحداث الدولية في مشهد يعكس هشاشة التوازنات الجيوسياسية العالمية، وسط تصاعد التحذيرات، وتعدد بؤر التوتر، وغموض المسارات الدبلوماسية.
في الشرق الأوسط، أطلقت الولايات المتحدة عمليات إجلاء لرعاياها من بعض الدول، تزامنًا مع تأكيد طهران أنها لن تتراجع عن برنامجها النووي تحت أي ظرف، في خطوة تُعيد للأذهان مناخ ما قبل المواجهات الإقليمية الكبرى. وفي أوروبا، بدأت ألمانيا في اتخاذ خطوات احترازية غير مسبوقة، من خلال توسيع تجهيزات الملاجئ والمنشآت الوقائية، ما يعكس قلقًا داخليًا من اتساع رقعة الحرب في حال امتدت شرارة التوتر خارج أوكرانيا.
من جهته، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته تجاه الدول التي تدعم مشروع “حل الدولتين” في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مهددًا بوقف الدعم وتجميد العلاقات مع أي حكومة “تُسيء إلى المصالح الاستراتيجية لإسرائيل”، على حد وصفه، وهو ما اعتبره مراقبون تصعيدًا جديدًا قد يُربك جهود التسوية بالمنطقة.
وفي الجبهة الشرقية، لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تستنزف الأطراف دون أفق واضح للحل. فقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، في ظل فشل جولات الوساطة، بينما تُواصل روسيا تحريك قواتها وتوسيع نطاق عملياتها في الشرق، وتُكثّف أوكرانيا مطالبها بالدعم الغربي.
وفي خلفية هذه الاضطرابات، تتحرك الصين بهدوء ولكن بثقة، حيث دخلت في مفاوضات تجارية دقيقة تعكس سعيها لتثبيت نفوذها الاقتصادي العالمي، في وقت تعاني فيه واشنطن من استنزاف استراتيجي على أكثر من جبهة.
كل هذه المؤشرات ترسم لوحة قاتمة لمستقبل النظام الدولي، حيث تتراجع لغة الحوار أمام تصاعد لغة المصالح والتهديد، وكأن العالم بأسره يقف على عتبة فوضى عالمية شاملة… تُقرع فيها طبول الحرب من كل الجهات.