العالم

الجزائر أمام مرآة باريس : رسائل الجالية تفضح القمع وتحرج الدبلوماسية الفرنسية

في ظل محاولة استئناف العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، وجّهت ثلاث منظمات جزائرية تنشط في فرنسا رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، بمناسبة زيارته للجزائر، طالبت فيها بوضع ملف حقوق الإنسان في صلب الحوار بين البلدين.

الرسالة التي وقّعتها منظمات “ريبوست إنترناسيونال”، و”من أجل بديل ديمقراطي في الجزائر”، و”ثورة الابتسامة”، دعت باريس إلى عدم الاكتفاء بإعادة الدفء للعلاقات، بل إلى مساءلة النظام الجزائري عن الانتهاكات المتواصلة ضد المعارضين وسجناء الرأي، وفي مقدّمتهم الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال.

وتتهم الرسالة السلطات الجزائرية بتحويل صنصال إلى “ورقة مساومة”، عبر محاولة ابتزاز فرنسا بطلب تسليم معارضين لاجئين على أراضيها مقابل إطلاق سراحه. ورغم رفض باريس لهذا الابتزاز، إلا أن المنظمات ندّدت بالتجاهل الدولي لمئات المعتقلين الآخرين، وعددهم 250، من ضمنهم مثقفون وصحفيون مثل الشاعر محمد تجاديت، والجامعية ميرا موكنش، والإعلامي عبد الوكيل بلام.

كما كشفت الرسالة عن ممارسات وصفتها بـ”الاستبدادية” داخل الجزائر، مثل منع مواطنين من مغادرة البلاد دون أي قرارات قضائية، واستعمال “المنع من السفر” كأداة لخنق الأصوات المنتقدة، في مقابل تسهيلات لأذرع النظام للتنقل والترويج لدعايته في الخارج.

وفي ختام رسالتها، دعت المنظمات السلطات الفرنسية إلى إنهاء سياسة “الكيل بمكيالين”، والتعامل بجدية مع الانتهاكات الحقوقية، باعتبارها جزءاً من أزمة أعمق تعصف بالمجتمع الجزائري منذ 2019، عقب تشديد النظام قبضته عبر ترسانة من القوانين المقيدة للحريات.

وشددت الرسالة على أن مستقبل العلاقات الفرنسية-الجزائرية لا يمكن أن يُبنى على الصفقات أو المصالح الظرفية، بل على شراكة تحترم حقوق الإنسان، وتحفّز تحوّل الجزائر نحو مسار ديمقراطي، يجنب شعبها خيارين لا ثالث لهما: السجن أو المنفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا