حقق الطريق السريع تزنيت-الداخلة، الذي بلغت تكلفة إنجازه 10 مليارات درهم، نجاحًا لافتًا منذ افتتاح آخر مقاطعه في 10 يناير 2025. هذا المشروع الضخم يُعد جزءًا من النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه الملك محمد السادس عام 2015، ويهدف إلى تحسين جودة التنقل، وتعزيز التنمية الاقتصادية، ودعم تكامل الأقاليم الجنوبية مع بقية مناطق المملكة.
عبر مستخدمو الطريق عن رضاهم الكبير عن مستوى الإنجاز، مشيرين إلى أنه يوفر وقتًا وجهدًا كبيرين. على سبيل المثال، أكد سائقو الشاحنات الثقيلة أن مدة الرحلة بين تارودانت والعيون تقلصت من 12 ساعة إلى 9 ساعات فقط، مما يسهل حركة البضائع ويقلل من أعباء التنقل الطويلة. أما السياح الذين استخدموا الطريق لأول مرة، فقد أشادوا بجودة البنية التحتية والإشارات الواضحة والشعور بالأمان الذي يوفره هذا المشروع.
من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، يُبرز محمد سالم لخال، الأمين العام لشبكة “الوحدة للسلامة الطرقية”، التأثير الإيجابي للطريق على حياة سكان المنطقة. فقد ساهم المشروع في تحسين ظروف التنقل عبر دمج محطات استراحة حديثة وبنية تحتية متطورة تدعم الأنشطة الاقتصادية وتُحسّن جودة الحياة.
يمتد الطريق السريع على مسافة 1,055 كيلومترًا، ويتوزع على ثلاثة محاور رئيسية. الأول يربط بين العيون والداخلة بطول 500 كيلومتر بتكلفة مليار درهم. الثاني يربط بين العيون وكلميم بطول 436 كيلومترًا وبتكلفة 5 مليارات درهم، بينما يمتد المحور الثالث بين تزنيت وكلميم بطول 114 كيلومترًا. هذا المشروع يعكس التزام المملكة بتطوير البنية التحتية في الأقاليم الجنوبية لتحقيق تنمية مستدامة.
الطريق السريع تزنيت-الداخلة ليس مجرد مشروع هندسي، بل هو رؤية تنموية شاملة تعزز الربط بين مناطق المغرب وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في مشاريع البنية التحتية بالمملكة.
