ماء العينين سيدي علي
قبل سنوات كتبت مقالا قلت فيه : ” الاحمق هو من يفكر في تمثيل الناس في أية واجهة ، فهم لا يرحمون ،” إن فزت حملوك على الاكتاف ،وإن تعثرت نعلوك واشبعوك سبا ، إنهم ليسوا مواطنين، لان المواطنة تشترط الوعي ، وليسوا جماهير ،لان الجماهير تتسم بالتكافل …. إنهم مجرد جمهور ، إن امتعته صفق لك ،وإن لم تفز نلت منه كل أشكال السباب و القذف…في الماضي زياش اقصانا بتضييع ركلة جزاء ، و كان الهجوم عليه فاق كل التصورات ، وبعدها عندما أبدع وسجل عاد نفس الجمهور للتصفيق له وجعلوا منه بطلا قوميا .اليوم حكيمي ليس مجرد لاعب ،فهذا بطل فاز بكل الألقاب ، ونال كل الكؤوس مع اكبر الفرق ، ويراه المتتبعون اكثر اللاعبين موتا على القميص الوطني ،وهاهو مثلما يحدث مع الكبار يضيع ضربة جزاء و يقصى المنتخب الوطني مرة أخرى .حجم الهجوم على اللاعب يؤكد ان ذاكرة الجمهور ضعيفة ،وان حكمه غرائزي ، يهتف بإسمك إن فزت ولا يجد لك عذرا إن إنهزمت بل تنال منه كل أشكال اللعنات .في هذا البلد لا تمثل احدا في اية واجهة ، كن فقط انت ،كن نفسك و كلما اعطيت كفرد صلحت الجماعة ، هذه وجهة نظري … وشخصيا في عالم كرة القدم ليست هناك فرقة لا تهزم ،وليست هناك فرقة تنتصر باستمرار .ونحن قدرنا ان ننهزم في كأس إفريقيا باستمرار .انا آسف لابنائي الذين رسموا في مخيلتهم صورة المونديال ، اما جيلنا فقد تطبع مع الهزيمة في الكرة ، نحن إعتدنا ان نفرح لفوز في مباراة في كأس العالم ، لكننا لم نعتد حمل الكؤوس ، فخزانتنا خالية من البطولات ، ولكن سجلنا غني بالاستحقاقات التي نستحيي ان نسميها محاولات .وكما هو الحال دائما ، نقول في السنة المقبلة سنلعب هنا بالمغرب ، ولعل عامل الارض و الجمهور يسعفنا لنضع على صدور منتخبنا النجمة الثانية ، بنفس الناخب الوطني و بتشكيلة تمازج بين جيل المونديال و جيل المستقبل .فهل تعتبرون ؟