التلاميذ ” أولاد الدرواش”… العطلة ممنوعة

أمينة اوسعيد
في الوقت الذي تحزم فيه بعض الأسر حقائبها للسفر والهروب من ضغوطات الحياة طوال السنة وتصطحب أطفالها للاستمتاع بلحظات العطلة بعد مرور سنة دراسية حافلة بالجد والتوتر والاستيقاظ باكرا. وتجد بعض الأسر في العطلة الصيفية أيضا فرصة لإثراء عقول أطفالها بالمعارف المختلفة وتعلّم لغات أجنبية. هناك أسر ترسل أبناءها للعمل من أجل الحصول على دخل إضافي وربما وحيد يسهم في سد عجز مصروفات الأسرة أمام متطلبات وأعباء الحياة اليومية. وادخار مبلغ يكفي لشراء مستلزمات الدخول المدرسي المقبل.
هؤلاء الأطفال تجدهم في السوق يبيعون الأكياس ويعرضون خدماتهم بنقل البضائع الثقيلة التي لا تتناسب مع حجمهم الصغير. وتحتضنهم ورشات الميكانيك فتتلطخ طفولتهم قبل وجوههم بسواد المحركات. كما يكثر وجود الأطفال بين سن العاشرة و16 عاما عند الإشارات الضوئية يبيعون المناديل الورقية وما إن تقف السيارات على الإشارة إلا وتجد العديد منهم ينتشرون حولها يتوسلون البيع بإلحاح كبير يضطر معه السائقون إلى الشراء. أطفال قاصرين حكمت عليهم الظروف الاجتماعية القاسية التي تعيشها أسرهم إلى ولوج عالم الشغل في سن مبكرة. مما يجعلهم عرضة للاستغلال المادي من طرف المشغلين وفي بعض الأحيان يتعرضون للاستغلال الجنسي دون رحمة مقابل دراهم معدودة يقبضونها نهاية كل أسبوع.
يجرم القانون المغربي تشغيل الأطفال دون سن السادسة عشر ويعاقب بغرامات زجرية في حق المخالفين. لكن بالرجوع إلى الواقع نجد بعض الأشخاص يشغلون معهم أطفال في سن التاسعة ويكلفونهم ببعض الأعمال الشاقة تفوق طاقتهم مستغلين حاجتهم الماسة للعمل. ضاربين كل القوانين بعرض الحائط.
يؤثر العمل في سن مبكرة سلبا على نفسية الأطفال ويساهم احتكاكهم بعالم الكبار في اكتساب سلوكيات لا تتناسب وأعمارهم الصغيرة ويبدو ذلك جليا من خلال تغير لغتهم في الحوار وكذا ردود أفعالهم وهذا يخلق مشكلا آخر تصطدم به الأسر وكذلك الأساتذة داخل القسم عند عودة هؤلاء الأطفال لمقاعد الدراسة.